عاد الهدوء إلى محيط مسجد القائد إبراهيم بمحافظة الاسكندرية، شمالي مصر، بعد إصابة أكثر من 30 شخصاً بينهم رجال شرطة في اشتباكاتٍ متقطعة كانت قد امتدت إلى الشوارع المحيطة بالمسجد. وجاء هذا عشية تصويت المصريين في المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، المثير لجدلٍ واسعٍ في مصر. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، السبت، أكد مصدرٌ أمني أن وزير الداخلية أصدر توجيهاته للقيادات الأمنية الميدانية "بالتعامل والتصدّي لمُثيري الشغب بكل حزمٍ وقوة". كانت قوات الأمن المركزي المصرية قد أطلقت بعد ظهر الجمعة الغاز المسيل للدموع وأقامت حاجزاً من عناصرها للفصل بين متظاهرين إسلاميين ومعارضين تبادلوا التراشق بالحجارة، في مكانٍ قريبٍ من مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية. وأفاد مراسل (بي بي سي) في الاسكندرية بأن مناوشاتٍ جرت بين أنصار التيار الاسلامي المحتشدين أمام مسجد القائد إبراهيم وعددٍ من الشباب المنتمي لتيارات سياسية أخرى. وأضاف أن المتظاهرين اشتبكوا مع قوات الأمن التي تحيط بمسجد القائد إبراهيم وتقيم حواجز بشرية للفصل بين المتظاهرين من التيار الإسلامي وبين المتظاهرين من الطرف الآخر. واحتشد بضعة آلاف من الإسلاميين فيما سمّوه "مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد" بعد صلاة الجمعة مردّدين هتافاتٍ مؤيدةً للشريعة الاسلامية، في حين وقف مئات من المعارضين على بُعد خمسين متراً على الكورنيش يهتفون ضدّ "الإخوان المسلمين" والرئيس محمد مرسي، عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء التي لا تشمل محافظة الإسكندرية. وشهدت منطقة التوتر انتشاراً كثيفاً للتشكيلات الأمنية، إذ عزّزت قوات الأمن المصرية من وجودها أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية وأغلقت مداخل حديقة الخالدين المطلة على المسجد منعاً لأي اضطراباتٍ أو اشتباكاتٍ أخرى. هجوم ملثمين هذا وأدان شيخ الأزهر "حصار المساجد والاعتداء على حرمتها لما لها من مكانةٍ عظيمةٍ في الإسلام باعتبارها بيوت الله في الارض". واستنكر الشيخ أحمد الطيب في بيانٍ له، الجمعة، ما يحدث حول مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية واعتداء البعض على حرمته مما يعتبر مخالفاً لحرمة المساجد، وطالب الجميع بضبط النفس ومراعاة قدسية المساجد وعدم جعلها وسيلةً للخلاف أو التناحر باعتبارها بيوت الله المخصّصة للذكر والعبادة، داعياً الجميع إلى مراعاة قدسية المساجد.