قال ضيوف برنامج "الرئيس"، الذي يُبَث على قناة "لاين سبورت"، ويقدِّمه صلاح الغيدان، وترعاه "سبق" إلكترونياً، في حلقته هذا الأسبوع، إن ظاهرة الإثيوبيين في المنطقة الجنوبية تحتاج إلى تشكيل فريق طوارئ من جهات عدة، يتعامل مع القضية تحت مظلة واحدة، منتقدين تصريحات الجهات المعنية حول الظاهرة. وتساءلوا: "لماذا نخاف أن نتحدث عن مؤامرة تُحاك عبر هؤلاء؟ ومن يمد المجهولين بالهواتف رغم ربطها بالهوية؟ ومن يبلغهم بمواعيد خروج الحملات الأمنية؟". وناقشت الحلقة موضوع "المهاجر الخطر 2"، مستكملة ما بدأه البرنامج في حلقة الأسبوع الماضي، التي تحدثت عن خطر المتسللين الإثيوبيين على المناطق الجنوبية.
وفي الحلقة التي تداخل فيها مسؤولو إمارة عسير والشرطة وحرس الحدود ومكافحة المخدرات والمجاهدين وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غاب صوت إدارة الجوازات؛ حيث أعلن مقدم البرنامج تعذر تداخل الإدارة رغم مخاطبتها رسمياً.
وقد تداخل الكاتب الصحفي الدكتور علي الموسى في أواخر الحلقة قائلاً إنه يتقدم بالشكر لأمير منطقة عسير على اهتمامه الكبير بقضية المتسللين، ورفع الشكر لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي وصفها بالجندي الوحيد الذي وقف مع المواطنين وقت تخاذل بقية الجهات، حسب تعبيره.
وقال الموسى: "أصبحت القرى متقطعة الأوصال، خاصة بين سراة عبيدة وأبها. الجهات الأمنية تتقاذف كرة الثلج، وكل جهة ترمي بالمسؤولية على الجهة الأخرى". وأضاف: "لا بد أن تشكِّل وزارة الداخلية فريق طوارئ من كل الجهات الأمنية؛ لكي لا يتم تقاذف المسؤولية". وأردف: "حالياً الشرطة ترى المتسللين بجوار الإشارات وتتجاهلهم؛ حيث لا يوجد لدينا مفهوم الأمن الشامل". وقال: "الناس لم تعد تشعر بالأمن، تركنا كرة الثلج تكبر، الوضع مخيف، لا بد أن تتحدث وزارة الخارجية مع الخارجية الإثيوبية، وتخاطب اليمن بخصوص الحدود لمعالجة الإشكالية".
وشاركه الإعلامي سعد الدوسري معقباً على تصريحات المسؤولين في الحلقة قائلاً: "البرنامج أتاح الفرصة للكل للحديث عن هذا الموضوع، كل القطاعات قالت كلمتها، وكلها قالت إنها قامت بواجبها، لم نسمع أحداً يقر بالمشكلة ويقر بسلبياته، سمعنا أناساً يسردون الإنجازات، ويتحدثون عما لا نراه على أرض الواقع".
وأضاف متسائلاً: "إذن، أين تكون المشكلة؟ لماذا هذا الإغراق الخطير؟ نحن لا نتحدث عن الجنوب فقط، هؤلاء وصلوا للرياض. لماذا نخاف أن نتحدث عن مؤامرة تحاك عبر هؤلاء؟". وأكمل: "نريد أن يكون هناك مظلة واحدة للقضاء على المشكلة، حالياً هناك غياب حقيقي واضح لمعالجة المشكلة".
وقال: "مَنْ يمد المجهولين بالهواتف رغم ربطها بالهوية؟ من يبلغهم بمواعيد خروج الحملات الأمنية؟".
وفي تعليق على دور وزارة العمل قال: "أحد المهربين قال في الحلقة الماضية كيف أعيش بلا عمل؟ لذلك خطط وزارة العمل تقود البلد إلى نفق مجهول، الوزارة تريد أن تفرض حلولها بالقوة وبمساعدة أشخاص لا يرون المشكلة على الأرض، ما يحدث في التقارير لا يحس فيه سوى المنطقة، إذا استمرت الإشكالية ستغرق المنطقة بالإثيوبيين، وستتزايد أعداد من يتعامل معهم".
وكان المتحدث الإعلامي في إمارة منطقة عسير، عوض آل سعيد، قد قال في مداخلته الهاتفية إن المشكلة قائمة، والإمارة استشعرت الأمر قبل سنتين، وتمارس دورها في دراسة الموضوع، ووضع الخطط والبرامج.
وأضاف: "نشكر للقناة تسليط الضوء على الإشكالية، البرنامج تناسق مع خطة إمارة المنطقة التي أقرتها وأرسلتها لوزارة الداخلية قبل أشهر، وفيها بالنص: وضع خطة إعلامية توضح ما تقوم به هذه الفئات وخطرها على أمن الوطن والمواطن، وما له من تأثير وسلبية".
وكشف آل سعيد عن اعتماد ثلاثة مراكز للإيواء، مبيناً أن القبض ليس مشكلة في حد ذاته؛ كون هناك إجراءات تنسيق للترحيل والمضبوطين "يعوِّمون" جنسياتهم عند القبض؛ ما أبرز الحاجة لمراكز إيواء للتحقيق ومعرفة الشخص، وتمت الموافقة عليها من وزارة الداخلية، وستوفَّر في طريب وأبها ومحايل، ويتم فيها تجميع المتسللين بعد تكدس دور الترحيل، وستكون دور الإيواء مخصصة لهذه الفئات، وتشرف عليها الشُّرَط؛ لذلك هي تحتاج لقوة خاصة، وشرطة عسير تشرف عليها، وسيرى المواطن أثر ذلك.
وتداخل الدكتور فهد القحطاني، مساعد المدير العام لحرس الحدود لشؤون العمليات، قائلاً إن منع التسلل مهمة من مهمات حرس الحدود، مبيناً أن حرس الحدود ضبط العام الماضي 338 ألف متسلل، الأفارقة منهم 29 ألف متسلل.
وأوضح القحطاني أن دخول المتسللين يتم عبر المناطق الجبلية، التي تتداخل فيها بعض القرى السعودية واليمنية، ولا يوجد لها حرم حدودي، مبيناً أن الإشكالية في طريقها للحل بعدما صدر أمر سام بتحديد حرم حدودي؛ حيث يجري نزع الملكيات وتعويض أصحابها.
ونفى القحطاني دخول المتسللين عبر الحدود البحرية، مؤكداً أن جميع محاولات التسلل عبر البحر يتم إفشالها.
وكشف القحطاني عن مشاريع مستقبلية، تُنفَّذ خلال عامين، منها كاميرات وتقنيات حديثة وطرق ومصدات ومراقبة إلكترونية شاملة.
وقال العميد سعيد عسيري، مدير إدارة الضبط الإداري بشرطة عسير، إن شرطة عسير تعمل باستراتيجية أعدتها الوزارة، وتقوم بأعمالها باهتمام ومتابعة أمير منطقة عسير، مبيناً أن شرطة عسير تقوم بحملات أمنية يومية وأسبوعية وشهرية.
وعما يتردد عن عدم التجاوب أو ضبط المتسللين قال عسيري: "قد يكون تصرفاً فردياً، ولكن على من يرصد مثل هذه الحالات إبلاغ مدير شرطة عسير".
وقال عسيري إن شرطة عسير ضبطت خلال العام الماضي 12 إفريقياً متسللاً و28 ألفاً من جنسيات أخرى، فيما ضُبط خلال ثلاث سنوات 180 ألف متسلل رغم التضاريس.
ونفى عسيري ما تردد عن وجود أوامر بعدم القبض على المتسللين، مؤكداً أن شرطة عسير ضبطت خلال هذا العام بالجرم المشهود 193 من الجنسية المذكورة، وذلك في 108 قضايا، تشمل إطلاق نار وخمور وغيرها، مؤكداً أن بلاغات المواطن تؤخذ بعين الاعتبار.
وأكد عسيري أنه ضمن إجراءات تجفيف منابع دعم المتسللين ضبطت شرطة عسير العام الماضي 166 شخصاً سعودياً؛ باعوا ضمائرهم بتهريب المتسللين.
واختتم حديثه قائلاً: "بلا مواطن صالح لن نقضي على الموضوع بشكل كامل".
وتداخل في الحلقة مسؤولون من إدارة المجاهدين وإدارة مكافحة المخدرات، وأكدوا تعاملهم مع قضية المتسللين والمروجين، كما تداخل المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير عوض الأسمري، الذي كشف عن جهود مراكز الهيئة في هذا الجانب، وتمكنها خلال العام الماضي من إتلاف أكثر من مليونَيْ لتر من الخمور.