أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أن ما يشهده واقع اليوم من فتن ومظاهر للفُرقة في العالم الإسلاميّ يعود إلى تغلغل بعض الأفكار الهدامة وسيطرتها على بعض العقول ، التي جنحت بها بعيداً عن وسطية الإسلام وعدله وسماحته. وقال سموه خلال حفل افتتاح ندوة : " الوسطية .. منهج رباني ومطلب إنساني "، بمقر الجامعة الإسلامية مساء أمس ، والذي أقيم تحت رعايته :"إن منهج الوسطية هو المنهج القويم الذي سار عليه الصحابة رضوان الله عليهم ، والسّلف الصالح رحمة الله عليهم"، مضيفاً أن الجامعة الإسلامية تشرف باحتضان كرسيّ الإمام محمد بن عبدالوهاب للوسطية ودراساتها انطلاقاً من أهمية منهج الوسطية وترسيخ مبادئها .
وتابع :" ولأنَّ الدولة المباركة قد قامت على مبدأ الوسطية منهجاً وممارسةً حياتيَة يوميّة ، فقد شهد لها القاصي والداني بذلك منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، حفظه الله ، مبيناً أن الكرسي يهدف إلى تأصيل منهج الوسطية من خلال الدراسات والبحوث والبرامج الأخرى كالدورات العلمية والمحاضرات.
حضر الحفل رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ ، والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبد العزيز الفالح إلى جانب عدد من العلماء والمشايخ و كبار المسؤولين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين .
وتهدف الندوة إلى العناية بالتأصيل الشرعي لمفهوم الوسطية، وتصحيح التصورات الخاطئة فيها، والمساهمة في نشر ثقافة الوسطية، وبيان منهج الكتاب والسنة في تقريرها والدعوة إليها، إضافة إلى إبراز وسطية الدعوة الإصلاحية، ، وبيان ضرورة البشرية إلى الوسطية، وحاجتها إليها.
ويطرح خلال الجلسات العلمية للندوة 22 بحثا تتناول محاور الندوة الثلاثة، حيث يُعنى المحور الأول بتأصيل مفهوم الوسطية وتصحيح المفاهيم الخاطئة فيها، كما يركز المحور الثاني على منهج القرآن الكريم والسنة المطهرة في تقرير الوسطية والدعوة إليها، أما المحور الثالث فيتناول وسطية الدعوة الإصلاحية، ( المملكة العربية السعودية أنموذجاً. ) يذكر أن كرسي سماحة الإمام محمد بن عبدالوهاب للوسطية هو برنامج علميّ بحثيّ يُسهم في مساندة الدراسات المتخصصة في بيان الوسطية في الإسلام وتطبيقاتها وفق منهجية علمية منضبطة، ويهدف إلى إثراء البحث العلمي في مجاله، وتشجيع الكفاءات العلمية في إعداد الدراسات العلمية الكاشفة عن مميزات الوسطية وأثرها في تحصين الأمة، كما يسعى إلى تأسيس مجتمع بحثي يُسهم في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال التي دعا إليها الإسلام، وبيان سماحة الإسلام واعتداله في تعامله مع الآخر.