انتشرت في حدائق الرياض العامة، أخيراً، ظاهرة سلبية تتمثل في اصطحاب بعض الشباب لحيواناتهم الأليفة "كلاب وقردة" بأحجام مختلفة، والاستعراض بها أمام الأطفال والعائلات في الممرات وأماكن لعب الصغار، معتقدين أن هذه الهواية تميزهم وتعكس رقيهم الحضاري، غير مدركين مخاطرها الصحية وسلبياتها الكثيرة. حول هذه الظاهرة، أبدى عدد من أولياء الأمور الذين يفضلون اصطحاب أولادهم للعب في الحدائق العامة انزعاجهم من انتشارها بهذا الشكل، حتى غدت تمثل خطراً كبيراً على الأطفال. ويقول ل "سبق" المواطن إبراهيم الهزاع: "هذه الحيوانات التي يقال عنها "أليفة" هي في الواقع خطرة جداً على الصغار، الذين يتحلقون حولها للمسها واللعب معها والتقاط الصور، لأنها في لحظة ونتيجة الانزعاج قد تهجم على الأطفال وتمزقهم. ويؤكد الهزاع كذلك سهولة الإصابة بالفيروسات الخطيرة والمعدية التي تحملها تلك الحيوانات خاصة القردة والكلاب، ويأمل بمنعها من البلدية أو مسؤولي الحدائق العامة لضررها الكبير. وتقول أم عمر، من رواد حديقة الروضة، ل "سبق": "لاحظت انتشار هذه الممارسات بين الشباب السعودي الذين يشترونها لكي يستعرضوا بها أمام المارة في الحدائق، خاصة حديقة الروضة التي أصبحت مكاناً مفضلاً لهذه الهواية ومرتعاً لاصطحاب الكلاب والقردة والقطط والببغاوات والتنزه بها بين الناس، رغم خوف الأهالي وهلعهم على أطفالهم، من تعرضهم لهجوم هذه حيوانات التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها". ومن جانبه، يؤكد المواطن قاسم الحيزان ل "سبق" أن عدداً من الأطفال تعرض في وقت سابق للإصابة نتيجة محاولتهم اللعب مع أحد القرود في الحديقة وجرحوا بأظافره الحادة. ويطالب الحيزان بمنع هذه الظاهرة من الحدائق لأنها -حسب وصفه- مخصصة للعائلات، وليست للظواهر الشاذة في المجتمع. ويطالب بضرورة تخصيص أماكن لهم، أو إبعادهم عن أماكن لعب الأطفال نهائياً. شاب يمارس هواية اصطحاب قرده للتمشية في الحديقة، وجّه سؤاله ل "سبق" قائلاً: "أين تريدنا أن نصطحب حيواناتنا الأليفة؟ أنا اشتريت هذا القرد ب 4 آلاف ريال، وهو حيوان مسالم وأليف ويفحصه البيطري باستمرار". ويؤكد أنه لا يمكن أن يهاجم أحداً لأنه يحب اللعب مع الأطفال. ويضيف أن بعض الأهالي يتملكهم الخوف الزائد إذا ما رأوا هذه الحيوانات بين الأطفال، من دون أن يتصور أن هذا الحيوان مسالم ومدرب على التعامل مع الصغار ولا يمكن أن يهاجمهم. أما الشاب "عبد الكريم" فيرى أن اصطحابه لكلبه الصغير والتنزه في الحديقة العامة هي ممارسة عادية ولا تمثل خطراً على الأولاد، لأن هذه الحيوانات ولدت وتربت على التعايش واللعب مع البشر خاصة الصغار. ويؤكد أنها غير مؤذية صحياً لأنها تفحص بشكل دوري وتعالج من أي مرض قد يصيبها. ويقول ل "سبق": "دعونا نمارس هوايتنا بحرية في المجتمع ولا تضيقوا علينا فهناك من يحب الخيل وغيرهم يفضل الجمال والصقور ولا أحد يزعجهم".