اقتناء الشباب قططاً أو كلاباً أمر شائع في كل مكان، وليس جديداً، كما أنه ليس مرتبطاً بموضة أو طفرة، فهو قديم قدم الإنسان. الطارئ في السعودية اقتناء الشباب أسوداً ونموراً داخل المنازل. في العاصمة الرياض، يُسمع عن شاب يمتلك في منزله حديقة مخصصة للحيوانات المفترسة كأمر «مألوف». وتتمتع هذه الحديقة بجميع وسائل الراحة للحيوان المفترس. وعند الضرورة يخرج النمر وصاحبه في نزهة بداعي «تغيير الجو». عبدالله الخريجي لديه أسد قارب عمره السنتين، ووظف له مربياً وخصص له ركناً في حديقة المنزل، حتى بات فرداً من الأسرة. ويقول: «غالبية أفراد أسرتي اعتادوا عليه». لكن ضريبة تربية حيوانات من هذا النوع «مكلفة»، فالخريجي يضطر إلى تقديم وجبة ضخمة تصل أحياناً إلى 40 دجاجة يومياً. وبلغة الارقام فإن معدل الصرف الشهري على «الكائن المفترس» يتجاوز ألفي دولار. «هذه ليست المرة الأولى التي أربي فيها سبعاً، إذ كان لدي نمر في وقت سابق، أهديته الى أحد أصدقائي»، كما يقول الخريجي الذي اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع الأسود. ويضيف: «بات الأسد من أولوياتي، ونشأت بيننا علاقة وطيدة وهو يعرفني جيداً، ولم يحصل أن حاول الهجوم علي، في أي وقت من الأوقات. وهو من النوع الإفريقي، وأفكر في التنازل عنه لحديقة الحيوانات في الرياض، بعد وقت». ولا تقتصر تربية الحيوانات الغريبة على الأسود فقط، فتقليعات الشباب في هذا المجال لا تتوقف أبداً، فثمة مجموعة من الشبان يعشقون تربية القرود ويستعرضونها في الشوارع والمتنزهات، على رغم أن الجهات المختصة حظرت ذلك. ويؤكد شبّان أنهم استطاعوا اصطياد قرود حية، وبدأوا ترويضها، من دون أدنى خوف أو حذر من إمكان إيذائهم. ويقول سعد الأحمد: «انا أهوى تربية الحيوانات منذ الصغر، وعندما كبرت اتخذتها تجارة، والقرود لها وضع خاص لدي وهناك زبائن كثر يطلبونها». في المقابل، يجد عبد الرحمن البحيري وهو من المختصين في تربية القرود ان تربيها أمر مخيف، فمن الممكن ان يهاجم القرد أي شخص فجأة، وهو ما يحدث في أكثر الأحيان. لذا، يجب ان يحذر جميع مربي القرود من هذا الأمر. ولعلّ توجه الشباب إلى الحيوانات غير الأليفة ناتج من حظر التنزه برفقة حيوانات «الزينة» كالكلاب والقطط وما شابه، بعد صدور قانون يمنع اصطحابها إلى الأماكن العامة. ويحظر في السعودية اصطحاب الكلاب والقطط والحيوانات الأليفة الأخرى إلى الأماكن العامة. ويعاقَب مخالفو القانون بغرامات مالية تصل إلى 5 آلاف ريال (نحو 1400 دولار)، إضافة إلى إجبارهم على كتابة تعهد خطي بعدم خرق القانون، وفي حال تكرار الخرق يصادَر الحيوان ويحال صاحبه إلى السلطات المختصة. وتضطلع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمهمة الرقابة على الأماكن العامة وتطبيق هذا القانون. ويستند المطالبون بقانون حظر اصطحاب الكلاب والقطط على فتوى من هيئة كبار العلماء في السعودية تحرم اقتناء الحيوانات الأليفة وتربيتها باستثناء الأنعام (الإبل والبقر والغنم) والطيور.