علمت "سبق" أن وفد إغاثة سعودياً وصل مساء أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم, للقيام بجهود وساطة بين الحكومة السودانية والجمعيات والهيئات الخيرية الغربية, التي قامت السودان بطردها من العمل في دارفور وحظرت نشاطها وإتهمتها بأنها تقوم بأعمال تجسسية. يترأس وفد الإغاثة الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي ويضم الدكتور عدنان باشا مدير عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ووندل بيلو المحامي الأمريكي المشهور والمتحدث باسم "جمعية أصدقاء المؤسسات الخيرية" في واشنطن والشيخ خالد الفواز "المنتدى الإسلامي". وقد التقى الوفد اليوم- الأربعاء- الدكتور عبد الباقي جيلاني أحمد وزير الدولة للشؤون الإنسانية وناقش معه السبل الكفيلة بتحسين الأوضاع في دارفور، وإمكانية توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقد عرضت هذه المؤسسات أن تتوسط بين الحكومة السودانية والمنظمات غير الحكومية التي تعمل حالياً أو التي كانت تعمل سابقاً في الإقليم. ومن بين المؤسسات الخيرية الإسلامية التي تنشط في هذه الوساطة: الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، والمنتدى الإسلامي. والمؤسسات المذكورة أعضاء في جمعية أصدقاء المؤسسات الخيرية (فوكا). وتضم الجمعية في عضويتها إلى جانب المؤسسات المذكورة كلاً من رابطة العالم الإسلامي ومؤسسة مكةالمكرمة الخيرية. وقال الدكتور صالح الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي "ظل الكثير من المؤسسات الخيرية الإسلامية، منذ الحادي عشر من سبتمبر، تعاني من ردود الأفعال على الهجمات المأساوية التي وقعت في ذلك اليوم، وعلى الرغم من أن ردود الأفعال أضرت بمؤسساتنا وأدت إلى تراجع الذين تبرعوا لهذه المؤسسات، إلاّ أن المستفيدين من أعمال هذه المؤسسات كانوا الضحية الكبرى لهذه السياسات غير الحكيمة التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر". وقد أكدت المؤسسات الخيرية أن الهدف الأساسي من هذه الجهود هو ضمان توصيل المعونات الإنسانية بشكل عاجل وفعال وشفاف إلى المحتاجين في دارفور. وقد شهدت المؤسسات الأعضاء في فوكا إعاقة نشاطاتها بقوانين وسياسات مكافحة الإرهاب التي تفتقر إلى الشفافية واتباع الإجراءات القانونية السليمة. ونتيجة لهذه التجربة أصبحت هذه المؤسسات من أقوى المنادين بإصلاح السياسات التي تتعامل مع المؤسسات الخيرية. وقال ويندل بليو، رئيس جمعية أصدقاء المؤسسات الخيرية (فوكا) "لقد ظللنا منذ عام 2004، نعمل مع العديد من المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وجماعات الحريات المدنية وغيرها من المنظمات، لتحقيق التوازن المناسب بين المصالح الأمنية المشروعة من جهة، وحقوق المؤسسات الخيرية في أن تؤدي مهمتها التي قامت من أجلها من جهة أخرى. وبناءً على تجربتنا مع القانون الدولي الإنساني، والتواجد النشط لبعض المؤسسات الأعضاء في جمعيتنا في السودان، أعتقد أننا في موقع مميز يؤهلنا للتعاطي مع المسائل التي أثارتها الحكومة السودانية، وكذلك المنظمات الغربية غير الحكومية، وبالتالي التوسط بين الطرفين". وأوضح السيد خالد الفواز الأمين العام للمنتدى الإسلامي، قائلاً: "إن المنتدى الإسلامي مقره في بريطانيا ومسجل لدى مفوضية الأعمال الخيرية البريطانية. ونحن نعمل جنباً إلى جنب مع إخوتنا الأوروبيين في كثير من أجزاء العالم، والعاملون لدينا مدربون على اتباع مبادئ القانون الدولي الإنساني ويتقيدون بالمعايير الصارمة التي وضعتها مفوضية الأعمال الخيرية في المملكة المتحدة". والهدف الأساسي من زيارة الوفد هو تمهيد الطريق أمام جهود متواصلة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى دارفور بشكل مستمر. وقال الدكتور المحامي عاصم غفور عضو (فوكا)، "يجب علينا أن نستفيد من جميع الدروس التي تعلمناها في عالم العمل الخيري الإسلامي، ومن خلال الشراكة مع منظمات غربية، لتأكيد أننا لا نعمل استجابة للأزمات فقط، ولكننا نعمل سوياً من أجل بناء نظام مستمر وشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم التنمية".