تتعطل الماكينة التهديفية لكريستيانو رونالدو، أحد أفضل مخترقي الشباك في العقد الحالي، مع منتخب بلاده البرتغال الذي لم يسجل له سوى 37 هدفا في 100 مباراة، في معدل يبلغ 0.37 هدف للمباراة، وهو ما يقل عن معدله مع ريال مدريد الذي يبلغ هدفا لكل لقاء تقريبا. وبعد أن تجاوز الانتقادات التي كانت تشكك في أحقيته في ارتداء شارة القيادة للمنتخب الوطني، عاد كريستيانو إلى مرمى هجوم الجماهير والصحافة البرتغالية بعد العقم التهديفي الغريب الذي أصابه في المباريات الثلاث الدولية الأخيرة.
أمام أذربيجان وروسيا وأيرلندا الشمالية، لم يسجل نجم ريال مدريد، ورغم تأثيره في الأداء، يبدو اللاعب القادم من جزيرة ماديرا بعيدا للغاية عن ذلك المتألق الرهيب الذي يبدو عليه مع ناديه.
وفي التعادل 1-1 الثلاثاء أمام أيرلندا الشمالية كان هو الأخطر في منتخب بلاده. تحرك على الجانبين، وأرسل عرضيات متقنة، لكنه أخطأ عندما كان عليه هز شباك المنافس.
ويرجع كثيرون الوهن التهديفي للاعب مع المنتخب إلى الاختلافات الخططية والفنية بين ريال مدريد والبرتغال.
ففي ناديه، يحاط كريستيانو بلاعبين كبار مثل الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني أنخل دي ماريا والفرنسي كريم بنزيمة، فيما يبدو عدد المبدعين في المنتخب أقل.
مع المنتخب الوطني، يبدو جواو موتينيو، صانع ألعاب بورتو، ولويس ناني، جناح مانشستر يونايتد، هما الموكلان بتولي مهمة الإبداع ومساعدة القائد. لكن الحقيقة أن أداءهما يفتقد عدم الانتظام.
ومع البرتغال، يتحمل كريستيانو دورا أكبر في بناء الهجمات لذا فإن ظهوره في المواقف التي يمكن له فيها تسجيل الأهداف يكون أقل.
والحقيقة أن 37 هدفا في 100 مباراة تبدو رقما تافها بالنسبة لهداف حقيقي، سجل 155 هدفا في 160 مباراة مع ريال مدريد.
وعلى مستوى الدوريات الأهم في العالم، لا ينافس البرتغالي سوى الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة.
ولم يسبق لكريستيانو، الحائز على جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف أوروبي عامي 2008 و2011 والكرة الذهبية كأفضل لاعبي العالم في 2008، أن ابتعد على الانتقادات بشكل كامل مع البرتغال. وأضر التأهل الصعب إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 و(يورو2012) في بولندا وأوكرانيا، بصورة أبرز لاعب البرتغال في الجيل الحالي، الذي يعاب عليه أيضا التسبب في إثارة الجدل أكثر من مرة في البطولات الكبرى.
فعندما سقط البرتغاليون في دور الستة عشر للمونديال الماضي أمام إسبانيا، بصق على إحدى الكاميرات وهي تصوره، قبل أن ينتقد الخطة الدفاعية للمدير الفني للمنتخب في ذلك الحين كارلوس كيروش.
وفي أمم أوروبا الأخيرة، وضعه أداؤه في مباراتي ألمانيا والدنمارك الافتتاحيتين هدفا لوسائل الإعلام، بسبب أخطائه الفادحة، حتى عادت أهدافه بثنائية في مرمى هولندا وثالث أمام جمهورية التشيك.
وبدا التألق الجديد لكريستيانو قابلا للاستمرار هذه المرة مع البرتغال. فقد سجل وديا أمام بنما، ورسميا أمام لوكسمبورج في السابع من سبتمبر. لكن طريق الهدف ضاع منه منذ ذلك الحين.
بالنسبة لكثيرين سيحطم كريستيانو، (27 هدفا) وصاحب مائة مباراة دولية الرقم الذي لا يفوقه سوى لويس فيجو (127 مباراة) وفرناندو كوتو (110)، كل الأرقام القياسية مع المنتخب، بما فيها رقم الهداف، حيث يبعد أربعة أهداف فحسب عن الأسطورة إيزيبيو، وعشرة عن الهداف التاريخي باوليتا (47) .
ومع ذلك، فإن لاعب ريال مدريد لا يزال متألقًا خارج وطنه فقط. لذا، عليه أن يكافح في الأشهر المقبلة لاستعادة قدراته التهديفية والتصالح، ولو مؤقتا كما اعتاد، مع أبناء جنسيته.