أكّد الداعية ومفسر الرؤى والأحلام الدكتور يوسف الحارثي، أن المثقف المتطرّف الإلحادي هو مثل التفجيري أو أشد خطراً منه، وأن كليهما متطرفٌ, فيما أكّد الدكتور عبد السلام الوايل، أن ما قاله نائب أمير القصيم مجرد ملاحظات، وعبّر عن رأيه حول مناقشة النادي الأدبي بالقصيم تحولات عبد الرحمن بن منيف وعبد الله القصيمي، وأنه لم يصدر تعميم، بل عبّر عن رأيه، لكن النادي خلط بين رأيه وموقعه في النسق، فألغى النادي الورقتين بمجرد تصريح نائب أمير المنطقة. جاء ذلك في حلقة من برنامج "اتجاهات"، الذي تقدمه الإعلامية نادين البدير واستضافت فيه الدكتور عبد السلام الوايل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، والدكتور يوسف الحارثي، عضو الجمعية السعودية للدراسات والبحوث الدعوية، والإعلامي أحمد عدنان, حول الجدل الحاصل أخيراً بعد إلغاء ورقتين بنادي القصيم الأدبي تتحدثان عن تحولات عبد الرحمن منيف وعبد الله القصيمي. وذكر الوايل أنه لو أن شخصاً آخر ليس بمنصب نائب أمير القصيم سواء أكان مثقفاً أو داعية أو مجرد قارئ وقال نفس التصريح الذي أدلى به نائب أمير المنطقة، فإن النادي الأدبي بالقصيم لن يغيّر البرنامج كما فعل مع تصريح الأمير فيصل بن مشعل, فيما أكد الحارثي أن الحاكم الإداري له كلمته المسموعة وأنه على الجهات المسؤولة سواء في وزارة الثقافة والإعلام أو غيرها الأخذ بكلامه، خصوصاً فيما يتعلق بصلاحياته في المنطقة. وأكد الوايل أن الأمير ما قاله مجرد ملاحظات، وأنه لم يصدر تعميم بذلك، بل أدلى برأيه الشخصي، إلا أن النادي خلط بين رأيه وموقعه في النسق، فقام بإلغاء الورقتين بمجرد تصريحه, وتساءل الحارثي: "هل يعني أن نغرق في سلوكيات وانحرافات الغرب حتى نصبح متقدمين في العصور المتقدمة؟ الدولة بجميع مؤسساتها هي أمينة في الحفاظ على الأمن الفكري للبلد" . وقال الحارثي إن التطرف مذموم "ونسعى لأمن المجتمع من هذا التطرف الفكري, الذي يريد أن يتكلم بكلام لا يناسب عقيدة البلد عليه أن يتكلم خارج البلد", وأضاف: "المثقف المتطرف الإلحادي هو مثل التفجيري وأشد خطراً, لأن هذا تطرف وهذا تطرف". وتذّمّر الدكتور عبد المحسن الوايل من تعطل كثير من القضايا بسبب التحليل من خلال صراع تيارين، وقال: "هذا شكله ما راح ينتهي ويقودنا الى تجميد الكثير من القضايا التي لا بد أن تتقدم والتعليم على رأسها". وتداخل الإعلامي أحمد عدنان عبر الهاتف قائلاً: "إن الأمن الفكري مصطلح فاشي وهو أقرب من أن يكون حقيقياً وأن الفكرة طُرحت بشكل أمني"، "ولا أجد أي معنى سوى الرغبة في العودة الى صوت أحادي وتصور أحادي يكون فيه الخطاب شديد السلطوية". وذكر الوايل أن الورقتين اللتين قدمتا لا تتبنيان النتاج الفكري ولا تهاجمه، بل هما مجرد بحث، وأكد الحارثي أنه قرأ ما كتبه القصيمي والمنيف قائلاً: "ليس لديّ سبب خاص حول الورقتين, ولكن هل الابداع يعني أن نتعدّى على الذات الالهية والرسول - صلى الله عليه وسلم -.. قرأت كتابات المنيف والقصيمي وهي منحرفة وملحدة, ولماذا تُطرح الورقتان في هذا الوقت في وقت يتم التعدي على ذات النبي لماذا يطرح هذا الموضوع, ولماذا في القصيم بالذات؟ ولماذا هذان الشخصان بالذات تُدرس شخصياتهما هناك المفكرون والمبدعون الذين ليس لديهم الأشياء الشاذة والمنحرفة". وشهدت الحلقة مناقشة بين الضيوف حول تشبيه الحارثي لأطروحات "المنيف والقصيمي" ب "التفجيري،" وأنه هناك فرق بين مَن يطرحون أفكارهم وبين من يقتلون الأنفس دون حق في التفجير والتطرف الإرهابي.