عندما يأتي الصيف يسيح أكثر الناس في الأرض..حتى الأشجار "تحزم" أوراقها استعداداً لرحيل وشيك...، فالخريف آتٍ، وستذرو ريحه التائهة كل ما إصفرّ من أوراق و"بشر"! في طقوس المثقفين، الصيف موسم رحيل إن لم يكن حساً، فمعنى! هنا نلتقيهم.. بعضهم في محطة مغادرة، وبعضهم في محطة قدوم، وآخرون على جناح سفر، وبعضهم واقفاً على مفرق طرق بين الحل والترحال. نستوقفهم لنعرف أحوالهم في الصيف، ولنطلعكم على أحوالهم ، طوال شهرين مقبلين. إعداد : ناصر المرشدي ضيفنا اليوم الكاتب والشاعر، مسئول التحرير بصحيفة الحياة، أحمد الفهيد : القيظ يفيح وسمومه لها فحيح.. إلى أي وجهة ستسيح اتقاء الفيح والفحيح؟ لا قول لي إلا ما قاله الشاعر: "الله يخلي غرفتي والمكيّف".. هذا الصيف طبعاً، أما ما قبله فكنت أسيح باتجاه المدن التي تقشعر فيها الأبدان من انخفاض درجات الحرارة.. ولا تكف أراضيها عن الاغتسال بماء السماء. في حياة الصيف المسافرة.. أين يحط بوحك رحاله؟ يحط في قلبين ناعمين "أبرد من الحرير".. وأعذب من ماء الينابيع (زوجتي وطفلتي). في ترحالك ماذا يسافر معك منك، وماذا يقيم انتظار إيابك؟ عقلي (ليرتاح).. وحواسي الخمس (لتعمل)، والمال والبنون.. وتبقى "زحمة الرياض" في انتظاري لتحيل هدوئي (قاعاً صفصفا). أيهما أكثر شبهاً بك.. ما يولد منك هناك، أم هنا؟ كل ما يولد مني يشبهني (هنا وهناك).. الفرق في" مزاج هذا المولود" فقط. الكتاب والشعراء والمثقفون في الصيف، من يمشون في مناكبها، ومن لا يستطيعون ضرباً في الأرض.. أيهم أقرب إلى ذاته وجلب مكنونه؟ العبرة ليست بالروحة والجيئة.. وإنما بالروح وأجوائها. مشروع ضربت له موعداً هذا الصيف لإنجازه، وآخر ستضع أولى لبناته؟ الانتهاء من تجهيز كتاب "إليه نيابة عنها.. إليهما معاً"، وديوان "بعضٌ مني تركته هنا".. والبدء في تنقيح الطبعة الثانية من كتاب "صمتك كلام". إلى من تقدم دعوة ليصحبك سائحاً؟ شقيقيّ (خالد ومحمد). لديك تذكرتان واحدة لك وواحدة لمسؤول تختاره أنت.. من هو، وإلى أين ستتجه به؟ جميل الذيابي.. سأذهب به إلى أدغال إفريقيا. ضع سؤالاً وإجابته؟ ما الذي ترغب فيه بشدة؟! أن أصبح موظفاً حكومياً.