وصف رئيس لجنة الشعر الشعبي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، صبار العنزي، الشعر الشعبي بأنه الركيزة الأولى للتراث، بوصفه لا ينتقص من اللغة الفصحى، لأن اللغة العربية الفصيحة لها احترامها، كونها اللسان العربي المبين، ولغة الكتابة الرسمية في التعليم والمراسلات، ولكن الشعر الشعبي ينقل موروثاً كبيراً عند من نشأوا على الغناء به والترنم بألوانه والوقوف عند معانيه وحِكَمه في أغراضه المتنوعة". وأشار العنزي إلى أن الباحثين في الشعر الشعبي أكدوا أن الإذاعة كانت تحمل دوراً كبيراً في العناية به، كونها المنفذ الوحيد لجمهورها في برامج أسبوعية متخصصة، فيجتمع حول المذياع أفراد العائلة ويأنسون بالنصائح والبطولات والأخلاق الكريمة والسير الوطنية التي ترسخ فيهم حب الانتماء وتدفعهم إلى التغني بحب الوطن والمباهاة به. واستكمل العنزي حديثه قائلاً: "تتخصص اليوم محطات فضائية في الشعر الشعبي في عصر الفضائيات والاتصال السريع، بل إن ميزانيات ضخمة خُصصت لبرامج مسابقات الشعر الشعبي والتنافس به، وهذا شجع على الانفتاح على تراث الدول وإمكانية التبادل الثقافي التراثي، بل أصبح كثير من البحور والمعزوفات مفهوماً عند المتلقي العربي، وهو ما شجع على العدوى الثقافية اللطيفة بين الشعراء العرب". وفي ختام حديثه أشار العنزي إلى أن المهرجانات الوطنية الشعبية تعد حاضناً قوياً للشعر الشعبي، اعترافاً بجمهوره الكبير وإقبالهم عليه، وأن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي ينطلق من التراث الأصيل إذ يعتني بالشعر الشعبي ويدعى إليه شعراء عرب، حيث إنه يمنح الفرصة لأن يتعرف الشاعر الضيف على تراث البلد المضيف، فتزداد مساحة التنويع، وهكذا لا يكون البرنامج الثقافي متخصصاً في جانب ثقافي واحد دون غيره، إذ فيه النشاط الثقافي والندوات الغنية والمعارض التشكيلية والفنون المسرحية والنشاطات النسائية الأدبية والفنية، والحرف اليدوية، وغيرها، ما يجعل من المهرجان مثالاً في التنوع والشمول.