أجمع وزراء ومسؤولون على القيمة الحضارية والثقافية والعلمية والتراثية والسياحية لسوق عكاظ في محافظة الطائف، ومكانته في مقدمة التظاهرات في المملكة، ودوره في الربط بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، بعنايته بالتراث والثقافة والأدب والمعرفة والعلوم الحديثة، من خلال مجموعة كبيرة من الأنشطة والبرامج. ويحظى سوق عكاظ الذي يلتئم هذا العام في نسخته السادسة، وينطلق يوم الثلاثاء 24 شوال 1433ه الموافق 11 سبتمر 2012م، بتواجد كبير من المثقفين والأدباء والكتاب العرب، وحضور أكثر من 300 مشارك ينثرون إبداعاتهم في الأعمال الشعرية، والخطابية، والأعمال التمثيلية التاريخية المتنوعة باللغة العربية الفصحى، والعروض المسرحية، والأمسيات الأدبية، والصناعات والحرف اليدوية، وأنشطة الأسر المنتجة، والمأكولات الشعبية. وقد وصف الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وزير التربية والتعليم عضو اللجنة الإشرافية العليا، سوق عكاظ بأنه "معلم ثقافي وأدبي سياحي فريد في المملكة"، مشيراً إلى أن الزائر سيلحظ امتزاج التقنيات الحديثة مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة، لتكون منتجاً نهائياً نفخر به. وأكد وزير التربية والتعليم أن سوق عكاظ من شأنه تأسيس جيل جديد يشهد على أرض الواقع تتوافق فيه عراقة الماضي وأصالة الحاضر في آن واحد، من خلال العروض الشعبية الأصيلة، والكلمة الشاعرية العذبة، والقيمة المعرفية والثقافية في الندوات والمحاضرات والأمسيات، لتقدم أخيراً منتجاً ثرياً في محتواه يعيد تأصيل القيم الأخلاقية، والتاريخية، والثقافية لدى العرب. واعتبر الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، الإشراف والمتابعة اللذين يحظى بهما سوق عكاظ من الأمير خالد الفيصلبن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، بوصفه رئيساً للجنة العليا الإشرافية للسوق، يشكل دافعاً قوياً للعاملين في هذا المشروع لبذل المزيد من الجهود، كما أنه امتداد لحرص ولاة الأمر على دعم بناء الإنسان وتنمية المكان. من جهته، عدّ الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة الإشرافية العليا، استمرارية نجاح السوق في عامه السادس "دليلا على الرؤية الثاقبة للأمير خالد الفيصل بإحياء سوق عكاظ التاريخي، الذي ارتبط تاريخياً وذهنياً بالوجدان العربي، كأهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق"، متطلعاً إلى أن يصل هذا السوق إلى العالمية. ولفت رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المسوحات الأثرية التي أجرتها الهيئة في موقع سوق عكاظ خلصت إلى أن الموقع غني بالمعالم التاريخية والأثرية التي تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة، وتمثلت في النصوص الكتابية المنقوشة والمنشآت المعمارية والتلول الأثرية، فضلاً عن إلى الرسوم الصخرية والمعالم المعمارية التي تعود لفترة ما قبل الإسلام. وتوقع الأمير سلطان بن سلمان أن يستمر سوق عكاظ في اجتذاب الزوار من محبي الأنشطة الثقافية والتاريخية، بما يتماشى مع ما يتم التخطيط له من تطوير شامل للموقع، مشيراً إلى وجود دراسات جادة لتكون الأنشطة الخاصة بالهيئة في سوق عكاظ منتجاً سياحياً يتم تقديمه بصورة أكثر احترافاً عبر شركات القطاع الخاص. من جانبه، أوضح وزير الثقافة والإعلام عضو اللجنة الإشرافية العليا، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، أن "سوق عكاظ يعكس صورة من الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة وبيئة خصبة جديدة للإبداع والتنافس". وتناول خوجة تنوع الأنشطة والبرامج هذا العام، والتي تحاكي معظمها سوق عكاظ التاريخي، مفيداً أن وزارة الثقافة والإعلام ستدشن هذا العام وللمرة الثانية معرض الكتاب الإلكتروني بمشاركة دور النشر المتخصصة وذات العلاقة بالمحتوى العربي على شبكة الإنترنت. وأوضح وزير الثقافة والإعلام أن البرنامج الثقافي لسوق عكاظ هذا العام يتضمن محاضرات، وندوات شعرية، فضلاً عن برنامج للجوائز يشتمل على جائزة شاعر عكاظ، وجائزة شاعر شباب عكاظ، وجائزة لوحة وقصيدة، وجائزة الخط العربي، وجائزة التصوير الضوئي، وجائزة الإبداع والتميز، ووجائزة الفولكلور الشعبي، وجائزة عكاظ للإبداع والتميز العلمي" وتبلغ قيمتها 200 ألف ريال، ليرتفع بذلك عدد جوائز عكاظ إلى ثمان جوائز تقدر قيمتها الإجمالية ب1.1 مليون ريال. بدوره، بين وزير التعليم العالي عضو اللجنة الإشرافية العليا، الدكتور خالد بن محمد العنقري، أن مشاركة وزارته للعام الثاني في سوق عكاظ في نسخته السادسة لهذا العام، ستكون من خلال استمرارية دعم الإبداع والتميز العلمي من خلال الجائزة التي استحدثت في العام الماضي، ولقيت قبولاً ومنافسة بين المتميزين. وأشار وزير التعليم العالي إلى أن جائزة الإبداع العلمي تؤكد أن سوق عكاظ يمضي قدماَ نحو المستقبل من خلال حفز الإبداع العلمي ليكون موازياً مع الأصالة والتراث، وإبراز مستقبل الإنسان والتعريف بالمنجز الوطني في المجالات العلمية والإبداعية. وأفاد وزير التعليم العالي أن الوزارة ستكرم عدد من الباحثين السعوديين المتميزين الذين أنجزوا أبحاثاً متميزة، أو حصلوا على براءات اختراع وأبحاث في موضوع الطاقة البديلة، والتي سيطلع عليها جميع الزائرين والضيوف من خلال معرض الابتكار والإبداع. بدوره، قدم محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على استمرار رعايته الكريمة لسوق عكاظ، مؤكداً أن هذه الرعاية تأتي في إطار اهتمامه بالجانب الثقافي والأدبي والسياحي لمحافظة الطائف، مشيراً إلى أن الطائف شهدت في عهد خادم الحرمين نهضة تنموية وحضارية وثقافية بارزة كان لها أثرها الإيجابي الكبير على مدينة الورد وأهلها. وأكد محافظ الطائف، أن أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان سوق عكاظ، يتابع بدقة واهتمام كبيرين أعمال اللجنة منذ بدء الإعداد للمهرجان، انطلاقاً من حرصه على تحقيق النجاح لكافة الأنشطة والبرامج الثقافية والأدبية التي ستنفذ في السوق هذا العام. وقال ابن معمر: "إن أبرز ما يميز سوق عكاظ هو تواجد الكم الهائل من مقار المعارض لمختلف الجهات الحكومية والأهلية، والأمسيات الثقافية والأدبية، والأنشطة العلمية والمعرفية، والعروض المسرحية، والصناعات الحرفية تعزز قيمة السوق، وتسهم في استقطاب الزوار، وتعكس صورة سوق عكاظ الحضارية التي تعكس قيم الأصالة وطموح التنمية". ووصف الدكتور سعد بن محمد بن مارق، أمين اللجنة الإشرافية سوق عكاظ، بأنه "ثروة تاريخية أعادت المملكة اكتشافها وإخراجها للعالم العربي، بفضل الله أولاً، ثم بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي تفضل برعاية السوق منذ إنطلاقه فكرة ومشروعاً على أرض الواقع في عامه الأول، ثم واصل متابعته الدقيقة لتطور أنشطته وبرامجه عاماً بعد آخر، انطلاقاً من حرص الشديد على نجاحه وتطوره، إضافة إلى متابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي يشرف بشكل مباشر على جميع أنشطة وبرامج السوق". وأكد الدكتور سعد بن مارق أن أمير منطقة مكة يتطلع إلى أن يكون سوق عكاظ لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية وإستراتيجية تطوير منطقة مكةالمكرمة، والمرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية. وخلص أمين اللجنة الإشرافية إلى أن سوق عكاظ، اليوم، بدأ يستعيد دوره التاريخي كحاضنة للإبداع الثقافي والأدبي والشعري، وكذلك الإبداع الفني بتنظيم العروض المسرحية والمعارض الفنية، إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه. كما أنه بدأ في مد جسوره للغد عبر نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة فيهما لزوار المهرجان والمهتمين بهما.