أكد أعضاء في اللجنة الإشرافية العليا، ومسؤولون في «سوق عكاظ» دور السوق في الربط بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، بعنايته بالتراث والثقافة والأدب والمعرفة والعلوم الحديثة، عبر مجموعة من الأنشطة والبرامج، موضحين أن السوق من أكبر التظاهرات الثقافية والسياحية في المملكة العربية السعودية. ويحظى «سوق عكاظ» في نسخته السادسة بحضور جمع من المثقفين والأدباء والكتاب العرب، ومشاركة أكثر من 300 مبدع في الأعمال الشعرية، والخطابية، والأعمال التمثيلية التاريخية المتنوعة باللغة العربية الفصحى، والعروض المسرحية، والأمسيات الأدبية، والصناعات والحرف اليدوية، وأنشطة الأسر المنتجة، والمأكولات الشعبية. معلم فريد وقال وزير التربية والتعليم، عضو اللجنة الإشرافية العليا، الأمير فيصل بن عبدالله، إن السوق «معلم ثقافي وأدبي سياحي فريد في المملكة»، مشيراً إلى أن الزائر سيلحظ امتزاج التقنيات الحديثة مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية. وأكد أن السوق من شأنه تأسيس جيل جديد يشهد على أرض الواقع تتوافق فيه عراقة الماضي وأصالة الحاضر في آن واحد، من خلال العروض الشعبية الأصيلة، والكلمة الشاعرية، والقيمة المعرفية والثقافية في الندوات والمحاضرات والأمسيات، لتقدم أخيراً منتجاً ثرياً في محتواه يعيد تأصيل القيم الأخلاقية، والتاريخية، والثقافية لدى العرب. تطلع إلى العالمية رأى رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عضو اللجنة الإشرافية العليا، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن استمرارية نجاح السوق في عامه السادس دليل على رؤية الأمير خالد الفيصل بإحياء سوق عكاظ التاريخي، الذي ارتبط تاريخياً وذهنياً بالوجدان العربي، كأهم أسواق العرب وأشهرها، متطلعاً أن يصل هذا السوق إلى العالمية. وأوضح أن المسوحات الأثرية التي أجرتها الهيئة في موقع السوق خلصت إلى أن الموقع غني بالمعالم التاريخية والأثرية التي تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة، وتمثلت في النصوص الكتابية المنقوشة والمنشآت المعمارية والتلول الأثرية، فضلاً عن الرسوم الصخرية والمعالم المعمارية التي تعود لفترة ما قبل الإسلام. وتوقع أن يستمر سوق عكاظ في اجتذاب الزوار من محبي الأنشطة الثقافية والتاريخية، بما يتماشى مع ما يتم التخطيط له من تطوير شامل للموقع، مشيراً إلى وجود دراسات جادة لتكون الأنشطة الخاصة بالهيئة في السوق منتجاً سياحياً يتم تقديمه بصورة أكثر احترافاً عبر شركات القطاع الخاص. حراك ثقافي من جانبه، أوضح وزير الثقافة والإعلام، عضو اللجنة الإشرافية العليا، الدكتور عبدالعزيز خوجة، أن السوق يعكس «صورة من الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة وبيئة خصبة جديدة للإبداع والتنافس». وأفاد أن الوزارة ستدشن هذا العام وللمرة الثانية معرض الكتاب الإلكتروني، بمشاركة دور نشر متخصصة وذات علاقة بالمحتوى العربي على الإنترنت. وأوضح أن البرنامج الثقافي للسوق هذا العام يتضمن محاضرات، وندوات شعرية، فضلاً عن برنامج للجوائز. التميز العلمي بدوره، بين وزير التعليم العالي، عضو اللجنة الإشرافية العليا، الدكتور خالد العنقري، أن مشاركة وزارته للعام الثاني في «سوق عكاظ»، ستكون من خلال استمرارية دعم الإبداع والتميز العلمي من خلال الجائزة التي استحدثت في العام الماضي. وأشار العنقري إلى أن جائزة الإبداع العلمي تؤكد أن السوق يمضي قدماً نحو المستقبل من خلال حفز الإبداع العلمي ليكون موازياً مع الأصالة والتراث، وإبراز مستقبل الإنسان والتعريف بالمنجز الوطني في المجالات العلمية والإبداعية. وأفاد أن الوزارة ستكرم باحثين سعوديين متميزين ممن أنجزوا أبحاثاً متميزة، أو حصلوا على براءات اختراع وأبحاث في موضوع الطاقة البديلة، التي سيطلع عليها جميع الزائرين والضيوف من خلال معرض الابتكار والإبداع. صورة حضارية أما محافظ الطائف فهد بن معمر، فأكد أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذه التظاهرة تأتي في إطار اهتمامه بالجانب الثقافي والأدبي والسياحي لمحافظة الطائف. وأوضح أن الأمير خالد الفيصل يتابع أعمال اللجنة منذ بدء الإعداد للمهرجان، انطلاقاً من حرصه على تحقيق النجاح لجميع الأنشطة والبرامج الثقافية والأدبية التي ستنفذ في السوق هذا العام. وقال «إن أبرز ما يميز سوق عكاظ هو وجود الكم الهائل من مقار المعارض لمختلف الجهات الحكومية والأهلية، والأمسيات الثقافية والأدبية، والأنشطة العلمية والمعرفية، والعروض المسرحية، والصناعات الحرفية»، مشيراً إلى أنها «تعزز قيمة السوق، وتسهم في استقطاب الزوار، وتعكس صورة سوق عكاظ الحضارية التي تعكس قيم الأصالة وطموح التنمية». إعادة اكتشاف ووصف أمين اللجنة الإشرافية، الدكتور سعد بن مارق، السوق بأنه «ثروة تاريخية أعادت المملكة اكتشافها وإخراجها للعالم العربي»، مؤكداً أن أمير منطقة مكةالمكرمة يتطلع إلى أن يكون «سوق عكاظ» لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية واستراتيجية تطوير منطقة مكةالمكرمة، المرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية. وخلص ابن مارق إلى أن «سوق عكاظ» بدأ في استعادة دوره التاريخي كحاضن للإبداع الثقافي والأدبي والشعري، وكذلك الإبداع الفني بتنظيم العروض المسرحية والمعارض الفنية، إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه. كما أنه بدأ في مد جسوره للغد عبر نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة فيهما لزوار المهرجان والمهتمين بهما.