حذرت أوساط سياسية كويتية، من إن الكويت في مهب مخطط دولي يستهدف تمكين "الإخوان المسلمين" من الانقضاض على السلطة، وأن أكذوبة "الحكومة الشعبية" ليست إلا رأس جبل الجليد في مخطط "الجماعة" وذلك حسب صحيفة "السياسة" الكويتية، التي قالت: فيما لا يزال الجدل محتدماً حول أسباب وملابسات استقالة الحكومة وملامح المرحلة المقبلة، حذرت أوساط سياسية عليمة من "جر الكويت إلى حزام المخططات الدولية" الرامية إلى تمكين جماعة الإخوان المسلمين من السيطرة على السلطة في البلاد، أسوة بما جرى ويجري الإعداد له في كثير من الدول العربية، بينها تونس والمغرب وليبيا ومصر", ضمن سيناريو غربي "معلن" لإعادة هندسة المنطقة سياسياً واجتماعياً, مشيرة إلى أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها الكويت على مدى الشهور الأخيرة وحالة الشحن غير المسبوقة والفرز القبلي والطائفي، لم تأت جزافاً ولا على سبيل الصدفة وليست إلا تطبيقاً عملياً وترجمة حرفية لمخطط خارجي بلغ ذروته بتطويق الحكومة, وتضييق الخناق عليها وإجبارها على الاستقالة بعدما بدا أن استمرارها في ظل هذه الأجواء الخانقة بات أمراً مستحيلاً" بحسب ما ذهبت إليه في كتاب الاستقالة الذي رفعه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أول أمس. وحسب الصحيفة، أكدت الأوساط أن "التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي اتخذ موقفاً مخزياً ومناوئاً للكويت واستقلالها وسيادتها إبان الغزو العراقي الغاشم عام 1990، دفع ذراعه وفرعه في الكويت إلى اختيار اسم جديد له، هو الحركة الدستورية الإسلامية، في محاولة لخداع الشعب الكويتي وإقناعه بأنه تنظيم مختلف ومنشق عن التنظيم الدولي، فيما الحقيقة أنه جزء أصيل ولا يتجزأ من التنظيم الدولي، وإن كان قد لجأ إلى هذه الخطوة بعد التحرير على سبيل التكتيك، وضمن مسلك التقية الذي عمل به الإخوان على مدى العقود الماضية، لتجاوز مشكلاتهم وخلافاتهم السياسية مع بعض الأنظمة العربية". وقالت الأوساط: إن "هذا التنظيم لم يصنع الثورات في أي من البلاد العربية التي شهدت ما بات يعرف باسم "الربيع العربي" بل قفز على أكتافها لاحقاً, وركب الموجة كعادته دوماً في محاولة لجني الثمار ونيل النصيب الأكبر من كعكة الحكم والسلطة، وهو أمر حدث بالفعل في تونس ويحدث الآن في ليبيا ويتوقع حدوثه في مصر، يحاول الاستفادة من الأجواء والمتغيرات التي طرأت على المنطقة بعد الربيع العربي لتغيير معادلات وقواعد اللعبة السياسية في الكويت، ويرى أن الظروف مواتية لتنفيذ مخططه في الانقضاض على السلطة تحت شعارات "وهمية" وفارغة من قبيل "الحكومة الشعبية" الذي تسوق له الحركة الدستورية حالياً. وذكرت أن "المشاركين في التجمع الشعبي الذي أقيم ليل أول أمس في ساحة الإرادة بعنوان "للكويت كلمة" أصيبوا بحالة من الصدمة والذهول بعدما تكشف لهم بوضوح "تغول" جماعة الإخوان المسلمين في صفوف المعارضة، بل وهيمنتها عليها وفرض خططها وشعاراتها على سائر الكتل البرلمانية والقوى السياسية الأخرى التي بدا أنها قد تحولت إلى أدوات و"عرائس" تحركها الجماعة من وراء الستار نحو تحقيق الهدف الخبيث في الإطاحة بالحكومة والشرعية والدستور.