في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) التلفزيونية الأمريكية أمس، وصف زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر سياسة الرئيس أوباما تجاه الأزمة السورية ب «الخاطئة وغير محسوبة التداعيات لأن الاقتراح الروسي أخرجنا من المعادلة». وفي السياق ذاته، وافق وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر على أن هناك مصلحة مشتركة لكل من روسياوالولاياتالمتحدة في تفادي حصول عمل عسكري أمريكي ضد النظام السوري، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهز الفرصة لكي يدخل على الخط كلاعب أساسي. وأضاف: إن الروس تجنبوا حدوث أمر لايريدونه في المنطقة لكنهم منعونا من تنفيذ شيء يمكن أن تكون تداعياته وخيمة علينا. وذكر بريجنسكي أن الرئيس بوتين استغل الفرصة للتقليل من أهمية الدور الأمريكي في المنطقة. فقد كان الرئيس الأمريكي دائما يشدد على عدم السعي للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وها نحن اليوم نرى نتائج هذه السياسة الرعناء. من جهة أخرى، وجه السناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين انتقادات لاذعة إلى الصفقة التي تم التوصل إليها في جنيف مؤخرا، بشأن تأمين الأسلحة الكيماوية السورية، وقال إن هذه الصفقة أفادت الرئيس السوري بشار الأسد، وعكست تراجع الرئيس باراك أوباما عن تهديداته عقب الهجوم الكيماوي ضد المدنيين في 21 أغسطس الماضي، وهي حتى لم توجه اللوم إلى الفاعل، بل سمحت للرئيس بوتين باتهام المعارضة السورية بذلك. أما جون بولتون، السفير الأمريكي الأسبق لدى الأممالمتحدة، فقال إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولاياتالمتحدةوروسيا على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، سوف «يشهد ميتة مدوية». وأوضح قائلا: «بعد أيام قليلة سنجد أنفسنا أمام طلب سوري- روسي بتعديله، وهذه الطلبات سوف تتكرر مرة بعد مرة، وهذه هي الاستراتيجية الموضوعة من جانب هذا المحور الروسي- الإيراني- السوري». وتابع يقول: «الرئيس أوباما يسير بسرعة باتجاه فقدان مصداقيته في واشنطن». من ناحيته، رد الرئيس أوباما على هذه الانتقادات عبر شبكة إي بي سي وقال: «أنا لاأهتم كثيرا بالأقاويل من هنا وهناك، ما يهمني هو وضع التوجه السياسي في مساره الصحيح. لقد كان هدفي الرئيسي من وراء كل هذه العملية التأكد من عدم تكرار ما حصل في 21 أغسطس، ونحن اليوم أمام واقع يؤشر إلى عدم تكراره».