تلقى الداعية الكويتي طارق السويدان صفعة قوية تحاصره من نشر أفكاره بين المجتمعات الخليجية، إذ لم تحظَ تغريداته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالقبول، خصوصاً حينما ربط وجود الأمن بالذل والحرية بالثورة. السويدان الذي يهمز ويلمز ويدعو للثورات في المجتمعات الخليجية إلا أن الناس الذين أحبوه لأعوام مضت قبل أن يكتشفوا حقيقته، التي ظهرت منذ بدايات الربيع العربي، من خلال سعيه المتواصل إلى إثارة الشعوب ضد حكامها عبر خطاباته وكتاباته وهمزه ولمزه. قبل يومين كتب السويدان تغريدة نصها «أيهما تفضل الأمن مع الذل أم الحرية مع الثورة؟»، لكن كانت جميع الردود صادمة له، كونها لم تتفق مع ما طرحه، وعبروا أن ما كتبه باطل إذ لا يمكن الربط بين الأمن والذل، والحرية والثورة، مستشهدين بالدول التي خرجت شعوبها من أجل الحرية، وأنها لا تزال تعيش حالة الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب الخراب والفوضى. من جهته، أوضح عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة ل«عكاظ»: «أن السويدان ومن على شاكلته هذا خطابهم، لا يقبلون إلا الفوضى، فالأمن ضرورة حتمية وليس فيه ذلة، وأعتقد أنه يدعوا إلى الحرية التي تقود للفوضى، ومن يقود الفوضى في المنطقة العربية هم من كان يوجه السويدان وجماعته خطابهم إليهم». واضاف: «الذين لا يؤمنون بأمن وأمان الأوطان يريدون خلق المشكلات من أجل استمرارية بقائهم، ولم نر ثورة بل فوضى، وهذا ما شهدته عدد من البلدان العربية»، مؤكداً أن البلدان التي يتوافر فيها الأمن يتمتع الشعوب فيها بالحرية، مثل دول الخليج. ويؤكد آل زلفة أنه لا يتفق مع طارق السويدان في تغريدته، بقوله: «ماذا يريد؟ هو استفاد من الفوضى، وعاش هو وغيره على الفساد». ويشدد عضو التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام سابقاً عبدالعزيز الموسى على أن كلام السويدان باطل جملة وتفصيلاً، لأن الذل لا يكون إلا في الفوضى والأمن تكون معه العزة، والواقع يشهد بذلك، لافتاً إلى أن الدول التي حدثت فيها الثورات أصبحت شعوبها في ذل وفوضى. ويضيف الموسى ل«عكاظ»: «مآله خبيث ولا يكون حسناً، لأن ما بني على باطل فهو باطل، ولكن الوعي عند الناس ارتفع وعرفوا كذب المسترزقين باسم الحرية، والربيع العربي كذّبهم، لأن هذا الخطاب عرف الناس مآلاته الباطلة وحقيقته الكاذبة من طارق وغيره». فيما اكتفى رئيس الحركة الشعبية الوطنية في الكويت سعود الحجيلان بقوله ل«عكاظ»: «السويدان وأشباهه يريدون الفوضى والدمار». ورد عدد كبير من المغردين على طارق السويدان، ووصفوا تغريدته بالخبيثة، كونها تحرض الناس على أمنهم واستقرارهم، إلا أنه لم يحذفها من حسابه حتى الآن.