قال جولدمان ساكس إن الاتفاق الذي توصل إليه منتجو الخام بمنظمة «أوبك» أمس الأول (الأربعاء) لتقليص الإنتاج سيضيف من سبعة إلى 10 دولارات لأسعار النفط في النصف الأول من العام القادم. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول اتفقت على تخفيضات متواضعة بإنتاج النفط في أول ترتيب من نوعه منذ 2008 بعد أن خففت السعودية أكبر أعضاء المنظمة موقفها من غريمتها إيران وسط ضغوط متصاعدة من أسعار النفط المنخفضة. وقال محللو جولدمان في مذكرة لهم: «التطبيق الصارم لاتفاق» أوبك «والاستمرار فيه خلال عام 2017 سيؤدي إلى تراجع الإنتاج بين 480 و980 ألف برميل يوميا، لكن في المدى الطويل مازلنا متشككين من تطبيق الحصص المقترحة إذا اعتمدت». وأبقى «جولدمان» على توقعه لنهاية 2016 للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 43 دولارا للبرميل وتوقعه لعام 2017 عند 53 دولارا. وشهدت العقود الآجلة للنفط أمس (الخميس) تراجعا مع تنامي شكوك السوق في طريقة تطبيق أوبك خطة لتقليص إنتاج الخام بعد يوم من اتفاق المنظمة على ذلك. وكانت الأسعار القياسية واصلت بادئ الأمر مكاسبها التي بدأتها في الجلسة السابقة بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول خفض الإنتاج بين 700 و800 ألف برميل يوميا إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا. لكن برنت والخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط نزلا عن أعلى مستوياتهما في أكثر من أسبوعين مع بدء تركيز السوق على غياب الحقائق الصلبة بخصوص الاتفاق. وقال مايكل مكارثي كبير محللي السوق لدى «سي.ام.سي ماركتس» في سيدني: «المستثمرون والمتعاملون متشككون بسبب غياب التفاصيل وهوية الدول التي ستخفض الإنتاج بعدما قالت أوبك إن حجم خفض إنتاج كل عضو سيتحدد خلال الاجتماع الرسمي التالي في نوفمبر». من ناحية، قال وزير الطاقة الأذربيجاني ناطق علييف أمس (الخميس) إن بلاده سترعى اتفاق الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» على تقليص الإنتاج عند حساب إنتاجها النفطي لعام 2017-2018. على صعيد آخر، أعلنت جماعة نيجيرية متشددة مسؤوليتها عن هجوم على خط أنابيب نفط تديره شركة النفط الحكومية في دلتا النيجر، وقالت جماعة ميثاق العدالة لدلتا النيجر جرينلاند في بيان لها: «فجرنا خط الأنابيب لنثبت لشركات النفط الدولية الشريرة وحلفائها من الجيش النيجيري أننا نملك أراضينا». يشار إلى أن الدول المصدرة للنفط في الجزائر توصلت يوم أمس الأول (الأربعاء) إلى «اتفاق تاريخي» مفاجئ لتخفيض إنتاج النفط من أجل دعم الأسعار التي تراجعت منذ فترة طويلة بسبب العرض المفرط في الأسواق، وأدى الإعلان الذي تم من الجزائر بعد اجتماع غير رسمي للدول المصدرة للنفط إلى ارتفاع فوري في الأسعار وفي أسهم شركات الطاقة العالمية، وفي ختام اجتماع استمر نحو ست ساعات ومشاورات استغرقت أسابيع، أعلنت «أوبك» قرارها بخفض إنتاجها إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، بينما كان الإنتاج يبلغ 33.47 مليون برميل في أغسطس الماضي، حسب وكالة الطاقة الدولية. وهو أكبر خفض في الإنتاج منذ الخفض الذي أقر بعد انخفاض الأسعار خلال أزمة 2008.