يبدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز اليوم (الخميس) زيارة رسمية إلى تركيا يجري خلالها محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم حول تعزيز الشراكة السعودية - التركية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبحث تطورات الأحداث في المنطقة وبشكل خاص الأزمتين السورية واليمنية، وسبل مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي، ومنع التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة. وعلمت «عكاظ» من مصادر تركية أن الرئيس أردوغان سيقيم حفلة عشاء تكريما لولي العهد والوفد المرافق له خلال زيارته التي تستغرق يومين، ولم تستبعد المصادر أن يتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقات الثنائية التي تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين. وأكد السفير السعودي في تركيا الدكتور عادل بن سراج مرداد الأهمية الكبرى التي تكتسبها هذه الزيارة التي تأتي في إطار العلاقات الوثيقة بين الرياضوأنقرة، وحرص البلدين على تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة بينهما، وقضايا الأمة الإسلامية. توقيت مهم وقال السفير عادل مرداد في حديثه إلى «عكاظ» إن زيارة ولي العهد بمثابة دفعة قوية للشراكة الإستراتيجية التي دشنتها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا في أبريل الماضي، والتي فتحت آفاقا أرحب للتعاون بين البلدين في جميع الميادين سياسيا واقتصاديا وتجاريا وأمنيا. وتابع قائلا «ولي العهد سيجري خلال زيارته لتركيا التي تستغرق يومين محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الأتراك تتعلق بتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين»، مؤكداً أن العلاقات السعودية - التركية شهدت تطورا وتقدما مهما على الصعد كافة بعد الزيارة الناجحة للملك سلمان بن عبدالعزيز، وتأتي زيارة ولي العهد استكمالا للجهود المبذولة من الجانبين لتعزيز هذه الشراكة، خصوصا بعد التوقيع على إنشاء مجلس التنسيق السعودي - التركي بين وزيري خارجيتي البلدين على هامش القمة الإسلامية التي انعقدت في إسطنبول بحضور الملك سلمان والرئيس أردوغان. الأمن والسلام وقال السفير مرداد إن تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين، يسهم دائما في تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على مواقف البلدين حيال إرساء الأمن والسلام في المنطقة ومكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره، مشيرا إلى أن هناك تطابقا في وجهات النظر حيال قضايا المنطقة، خصوصا الأزمتين اليمنية والسورية، والتصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي، وإحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط وفق قرارات الشرعية الدولية، والحيلولة دون توسيع دائرة أزمات المنطقة. تشجيع الاستثمارات وأكد أن أنقرةوالرياض تحرصان على توثيق أواصر التعاون بينهما في المجالات كافة، خصوصا على المستوى الثنائي، وعلى الأخص زيادة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات بينهما، لما يتمتع به البلدان من إمكانات اقتصادية كبيرة تمكنهما من إتاحة الفرصة للقطاعين الحكومي والخاص لاستكشاف الفرص المتاحة. وأضاف أن طرح مبادرات فاعلة لتشجيع القطاع الخاص في المملكة وتركيا من شأنه زيادة التواصل والتنسيق لتنمية العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين اللذين يتمتعان بإمكانات كبيرة كأكبر اقتصادين في المنطقة. وأوضح أن المملكة لها ثقل سياسي واقتصادي وديني كبير يستند على إرثها ومواقفها الرصينة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه الملوك ثم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عهد الحزم والعزم والأمل، فيما تحتل تركيا موقعا إستراتيجيا بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، الأمر الذي يجعلها تلعب دورا رئيسيا وملموسا في محيطها الإقليمي. وزاد: «المملكة وتركيا تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة مثل التأثير السياسي والاقتصادي والثقافي الكبير والمواقف والرؤى المتطابقة، الأمر الذي سينعكس بلا شك على حلحلة العديد من قضايا المنطقة». مجلس التنسيق واعتبر السفير مرداد إنشاء مجلس التنسيق بين تركيا والسعودية ترجمة فعلية لتعزيز التعاون والتوافق بين البلدين في المجالات كافة، ويتيح لهما فرص الاجتماع والتشاور والتنسيق ومتابعة أعماله، من خلال عقد الاجتماعات الدورية لبحث القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، كما سيعمل المجلس على تعزيز التعاون المشترك في مجالات عدة أمنية، وعسكرية، وسياسية، واقتصادية، وتجارية، واستثمارية، وفي مجال الطاقة.