انفضت «دول مجلس الأمن» أمس (الأحد) من جلستها العاجلة حول الأزمة السورية دون أن تتخذ قرارا يمنع روسيا والنظام من ارتكاب المجازر في حلب، التي وصفتها المعارضة ب«الهولوكوست». بينما وقعت سجالات «عقيمة» بين مندوبي دول فرنسا وبريطانيا وأمريكا من جهة ومندوب روسيا من جهة ثانية، إذ حملت الدول الغربية روسيا مسؤولية الهجمات الوحشية على حلب، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الكبرى إلى «بذل جهد أكبر لوضع حد للكابوس» في سورية. وتساءل بان كي مون أمام الصحفيين «إلى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟». أما المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، فقال في مؤتمر صحفي إن ما يجري في حلب اليوم يرتقي إلى مستوى جرائم حرب، مؤكدا أنه رغم الفشل سيستمر في العمل من أجل إنقاذ الشعب السوري. بدوره، أغلق المندوب الروسي في مجلس الأمن الباب أما أية مساعٍ لوقف القصف في حلب وإدلب، موضحا أنه من الصعب العودة بالهدنة إلى ما كانت عليه، فيما تناغم معه مندوب النظام بشار الجعفري بالقول إن نظامه غير مستعد للحوار مع المعارضة. من جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي القصف المتواصل على المدنيين في حلب واستهداف قوافل المساعدات الإنسانية.في غضون ذلك، تتجه هيئة المفاوضات العليا للمعارضة السورية إلى اجتماع طارئ في الرياض في اليومين القادمين، لمناقشة الوضع الميداني وإمكانية إغاثة المدنيين في حلب، وسط أنباء عن محرقة يرتكبها النظام وروسيا بحق المدنيين. وأوقع القصف على حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية 115 قتيلا على الأقل بينهم 14 أمس (الأحد)، بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، من هؤلاء 19 طفلا على الأقل قتلوا تحت أنقاض منازلهم التي دمرها القصف الجوي.