يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء الوضع الإنساني المثير للقلق في سوريا ونزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة بسبب هجوم- بدعم روسي- استهدف مناطق في حلب شمالي سوريا. وتأتي جلسة المجلس قبيل اجتماع حاسم لقوى كبرى في ميونيخ الألمانية. وتبدأ المشاورات المغلقة في الساعة 11:30 صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (16:30 بتوقيت غرينتش) اليوم بطلب من نيوزيلندا وإسبانيا وبدعم من قوى غربية أخرى. ونقلت وكالة رويترز عن سفير نيوزيلندا لدى الأممالمتحدة جيرارد فان بوهيمن، قوله إن "ثمة تقارير تفيد بنزوح ثلاثين ألف شخص على الأقل من حلب ونحن في منتصف الشتاء (..)"، موضحا أن نيوزيلندا وإسبانيا اعتبرتا أن هذا الوضع لا يمكن أن يتجاهله مجلس الأمن". ولم يتضح بعد هل سيتفق مجلس الأمن على شيء اليوم، إذ عادة ما يجد صعوبة في التوصل إلى توافق بشأن سوريا لأن روسيا -وهي إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس والتي لها حق النقض (فيتو)- تدعم بشدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وأمس الثلاثاء قالت الأممالمتحدة إن مئات آلاف المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام إذا حاصرت قوات الحكومة السورية المناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة في حلب، محذرة من موجة هائلة جديدة من النازحين الفارين من العملية العسكرية التي تجري بدعم روسي. قلق وتحذير وفي هذا السياق قال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون وجميع الدبلوماسيين المعنيين في المنظمة الدولية تحدثوا مع كافة أطراف الصراع في سوريا، بشأن الحصار المفروض حاليا من قبل قوات النظام السوري على مدينة حلب. وأضاف دوجاريك في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، أن بان والدبلوماسيين وجهوا رسائل إلى موسكو ودمشق بشأن الحصار، مشيرا إلى أن "الحديث تناول العمل على إنهاء حصار حلب". ونزح نحو سبعين ألف شخص من مناطق مختلفة في محافظة حلب، جراء القصف العنيف المستمر الذي بدأته المقاتلات الروسية والنظام السوري وقواته منذ الأسبوع الماضي على المدن والبلدات الواقعة شمالي المحافظة. ويرى مراقبون أن روسيا والنظام السوري يسعيان لمحاصرة مركز حلب بالكامل، وسط تخوف من زيادة أعداد النازحين لتصل مئة ألف شخص، في ظل استمرار استهداف بلدات وقرى ريفها الشمالي. وتأتي هذه التطورات بينما من المقرر أن تجتمع قوى دولية تشمل روسياوالولاياتالمتحدة والسعودية وإيران يوم غد الخميس في ميونيخ لإحياء المفاوضات السورية. لكن دبلوماسيين لا يعلقون آمالا تذكر على هذه المفاوضات ما دام الهجوم مستمرا. من جهتها تقول فصائل المعارضة المسلحة إنها لن تحضر المفاوضات ما لم يتوقف القصف.