في الطريق إلى مركز أوثال 30 كلم شمالي بريدة على طريق القصيمحائلالجوف كانت تهجس في ذاكرتي، حكايات مزرعة الدواجن التي تؤرق أهالي أوثال منذ نحو ( 30 ) عاما، وتصدر روائحها غير المستحبة للمجمعات السكانية، الأمر الذي أجبر عددا من الأهالي لهجرة المركز والسكن في مدن أخرى بالمنطقة. وأوضح عدد من الأهالي أن الروائح المنبعثة من مزرعة الأعلاف والدواجن، أصبحت بمثابة همّ يومي يتنفسه أهالي أوثال، مؤكدين أن هناك طبيبا حذر من مخاطر مزرعة الدواجن قبل سنوات عدة ولكن لم يتم التعامل مع المشكلات الناتجة من المزرعة بجدية وظلت مثل الهم على القلب تصدر الروائح والحشرات للأهالي. وأضافوا أن الأمر يصبح أكثر إيلاما في فصل الصيف، إذ تزداد الروائح وتكتم الأنفاس، مؤكدين أن الأهالي ظلوا منذ 30 عاما يناشدون أصحاب المزرعة بترحيلها من موقعها ولكن وفقا لوصفهم لا حياة لمن تنادي. وقال رشيد الرشيد «مع الأسف منذ سنوات طويلة ونحن نعاني من الراوئح النتنة والتي تهب علينا من الجهه الشرقية من مشروع لتربية الدواجن ويزداد الأمر سوءا في فصل الصيف حيث تزيد الرائحة بسبب حرارة الجو وكل عام يتكرر الوضع وتلقينا وعودا من المسؤولين عن المشروع بترحيله ولكن ظلت المزرعة تصدر الروائح للاهالي لدرجة أن البعض أجبر على الرحيل من المركز إلى مدن أخرى. ويتفق كل من محمد الأحمد وصالح العضاض مع الرأي السابق، مؤكدين أن الأمر أصبح لا يطاق ونحن منذ ثلاثة عقود نعاني من الروائح التي تصدر من المرزعة النتنة. من جهته، أوضح الإعلامي طارق الرشيد بقوله: استبشرنا قبل نحو 30 عاما بافتتاح مشروع الدواجن كونه من أضخم المشاريع العملاقة في المملكة ما سيوفر فرصا وظيفية للشباب ويسهم في تنمية قريتنا كما يحدث في الدول الأوروبية، لكن للأسف أصبح المشروع بمثابة كابوس يصدر الروائح الكريهة لأهالي أوثال جراء حرق مخلفات الدجاج والبيض الفاسد حتى اقترن اسم قريتنا بهذه الرائحة ما أدى إلى هجرة الكثير من السكان وعزوف المستثمرين عن ضخ أموالهم في القرية. وأضاف برغم مطالبات الأهالي الذين يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة بترحيل المزرعة إلى موقع آخر لكن يبدو أن المعاملات ما زالت في (الأضابير)، وما زلنا نتأمل حلا لهذه المعضلة التي نكدت علينا معيشتنا وبتنا لا نخرج من منزلنا، علاوة على أنها تسببت في الكثير من الأمراض المزمنة خصوصا لكبار السن. وأضاف ما يزيد آلامنا أن المسؤول الأول في المشروع لا يتجاوب مع الأهالي وطلباتهم ويقابلها بفوقية وتكبر. يذكر أن مقطع فيديو لامرأة مسنة جرى تداوله أخيرا وفيها تطالب أصحاب المشروع بترحيله من المنطقة.