لم يلد لبنان العربي الأصيل، الذي طالما تغنى فيه العرب بعروبته وزيرا يجهل الجغرافيا السياسية والتاريخ مثل وزير الخارجية الحالي جبران باسيل، ذلك الوزير الذي يضيع في كل مرة بتصريحاته العنصرية تارة «والخارجة عن العرف الدبلوماسي» تارة أخرى. وزير «شوفيني» عنصري ضد أبناء جلدته العرب، بينما يمرح الإيراني ويسرح في لبنان دون حسيب أو رقيب، عنصرية باسيل لم تعد تطاق حين قال إن من حق اللبنانيات منح الجنسية لأزواجهن من الأجانب باستثناء السوريين والفلسطينيين، متبعا ذلك القول بكلمة تفوق حدود العنصرية بالقول «للهوية اللبنانية ثمن.. وربما هذا الثمن يتعارض مع حقوق الإنسان». الوزير تجاوز الدبلوماسية والأخلاق بتغريدة أثارت استهجانا عارما في الأوساط العربية، حين قال «جادا أو مازحا» في حسابه على «تويتر» يجب تصريف التفاح اللبناني عبر إلزام النازحين بشرائه من لبنان.. لا سبب مقنعا يدعو لكل هذه العنصرية ضد الفلسطينيين والسوريين، بينما تصمت حكومته أمام هذا السلوك الاستفزازي بحق العروبة. لبنان الذي نعرفه ضاع بين أيادي حزب الله وإيران وعنصرية باسيل وإخوانه، انسلخ عن عروبته في ليلة ظلماء استولى فيها الإيرانيون على هذا «اللبنان» الصغير في الجغرافيا والكبير في تأثيره. وحتى لا تنسى الأجيال العربية ويسجل التاريخ، أنه في ذروة الصراع العربي الإيراني وفي لحظة غرز الخنجر الإيراني في الظهر العربي في سورية والعراق واليمن والبحرين، خنع الوزير باسيل لإرادة حرب الله ومن ورائه إيران ورفض التصويت على إدانة الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، وهو نفسه من جيل نظرية «النأي بالنفس»، حين يتعلق الموضوع بإدانة إيران في الجامعة العربية.. هذا الباسيل هو من أوجع مشاعر السوريين اللاجئين الهاربين من ضيم الأسد الى جارهم اللبناني مستذكرين «بلاد العرب أوطاني»؛ لكن باسيل لا ينتمي إلى جيل بلاد العرب أوطاني متناسيا ما قدمه الشعب السوري في العام 2006 حين تحولت بيوت السوريين إلى ماوى لعائلات لبنان.. باسيل يتصرف كاليمين المتطرف في أوروبا ويجهل موقعه وزيرا للخارجية اللبنانية.