استخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول (الجمعة) وكما هو متوقع، حق النقض «الفيتو» ضد قرار الكونغرس تمرير قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب»(جاستا)، وأجهض بذلك، حماقة سياسية كان ستقود العالم إلى حالة من الفوضى لا يمكن في الوقت الحالي تحديد أبعادها وآثارها السلبية. بعض هذه الآثار السلبية، لا جدال في أنها ستصيب الأمريكيين أنفسهم، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي في كلمته، إذ قال في رسالة لمجلس الشيوخ: «إن القانون المذكور يضر بالمصالح الأمريكية، ويقوض مبدأ الحصانة السيادية»، مشددا على أنه سيكون له تأثير ضارعلى الأمن القومي للولايات المتحدة، ولن يحمي الأمريكيين من هجمات إرهابية. كل ذلك، يثبت أن قانون «جاستا» هش، لم يدرس بالشكل المناسب، فهو لا يحقق العدالة من طريق التركيز على محاصرة معاقل الإرهاب وجماعاته، والقضاء عليها، بل يحاول النيل من بعض الدول ومنها السعودية على الرغم من تبرئتها من الإرهاب وتحملها مسؤولة في وقت لم تثبت أي تحقيقات أمريكية دورا لها في أحداث 11 سبتمبر2001. ولا شك في أن محاولات الكونغرس بمجلسيه تندرج تحت مسمى الابتزاز السياسي، وامتهان حصانات الدول بذريعة «جاستا» !!.