تختزن ذاكرة سالم أبو حسين بكثير من الألم حادث السير الذي فقد فيه شقيقه خالد قبل نحو ثماني سنوات، على الطريق الدولي الرابط بين محافظة محايل عسير والحريضة مخترقا مركز بحر أبو سكينة. وقال أبو حسين: «لا زلت أتذكر جيدا حين جاءوا بجثمانه إلى المنزل، على الرغم من مضي ثمانية أعوام على الحادث، عاشت الأسرة تلك الفترة، ألما شديدا برحيل خالد الذي كان شعلة من الحيوية والنشاط والذكاء والطموح والإقبال على الحياة، لم نكن نتوقع أن يخطفه الموت بتلك الطريقة على الرغم من إيماننا بقضاء الله وقدره»، مشيرا إلى أن والدته أصيبت بصدمة حال تلقيها نبأ وفاته ولم تتمكن من الحديث والتعبير عن حزنها أو حتى البكاء لبضعة أيام. وأضاف أبو حسين: «على الرغم من إيماننا بالقضاء والقدر، إلا أن للطريق الخطر الرابط بين محايل عسير والحريضة دورا كبيرا في رحيل خالد، فهو ذو مسار واحد متهالك بلا ازدواجية، ويغص بالمركبات، ما يتسبب في وقوع الاصطدامات بينها وجها لوجه»، لافتا إلى أنه يتفادى السير في الطريق منذ رحيل شقيقه، هربا من الخطر فيه، إضافة إلى أنه يحاول قدر الإمكان نسيان الحادث الأليم الذي لم يفارق مخيلته. وأيد علي بن زايد العوضي أبو حسين في ما ذهب إليه حول خطورة الطريق الدولي الرابط بين محافظة محايل عسير ومركز الحريضة، لافتا إلى أن كثيرا من الأرواح تختطف عليه يوميا بفعل الحوادث، على رغم من أن طوله لا يزيد على 30 كيلو مترا. واعتبر العوضي الطريق من أخطر الطرق الدولية لافتقاده للازدواجية ومعايير السلامة، متمنيا تدارك الوضع سريعا حقنا للدماء التي تراق عليه بكثافة. ورأى الحل في تنفيذ ازدواجية الطريق في أسرع وقت، مشيرا إلى أنه ليس متفائلا بإصلاح الخلل في الموقع قريبا، ما ينذر بتزايد الضحايا عليه. وطالب إبراهيم بن حسن العربي وزارة النقل بالتدخل سريعا وتنفيذ مشروع ازدواجية الطريق، بعد أن تزايدت الحوادث التي تقع عليه باستمرار، خصوصا التي تقع وجها لوجه، لضيق مساره وانتشار المنعطفات الخطرة فيه، وافتقاده لأكتاف جانبية أو سياج حديدي يحمي السيارات الأمر الذي تسبب في الكثير من الوفيات والإصابات التي فجع بها أهالي المركز ومرتادو الطريق. واستغرب محمد عمر العسيري من تأخر تنفيذ مشروع ازدواجية طريق محايل عسير مركز بحر أبو سكينة لأعوام عديدة، على الرغم من ارتفاع معدل الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق بشكل يومي، متسائلا عن الأسباب الحقيقية التي منعت تنفيذ المشروع، خاصة أن الطريق دولي ويشهد كثافة مرورية مرتفعة لا سيما في المواسم والإجازات. وبين المواطن هادي بن أحمد عسيري أن الطريق يخدم أكثر من 45 ألف مواطن، ويتفرع منه طريقا الصوالحة والساحل الجديد، اللذان تعبرهما مئات السيارات بشكل يومي ما يتطلب سرعة تنفيذ مشروع الازدواجية حقنا للدماء وحفاظا على الأنفس، لافتا إلى أن أخطار الطريق تزيد يوما بعد آخر. وناشد عامر بن يحيى العربي وبندر إبراهيم الصبيحي وعلي محمد أبو عطرة بسرعة تنفيذ ازدواجية الطريق وصيانته فوريا، بعد أن انتشرت فيه التشققات والحفر وتسببت في العديد من الحوادث المرورية، خصوصا ليلا حيث تفتقد الإنارة، مشيرين إلى أن تآكل الطريق وتشققه يكشف مدى الإهمال الذي يعانيه منذ سنوات عدة. وشددوا على أهمية تكثيف الدوريات الأمنية والمرورية على امتداد الطريق، وإنشاء نقاط مفاجئة ترصد المتهورين، إضافة إلى إنشاء مركز للهلال الأحمر بأحد المواقع المناسبة على امتداد الطريق.