ذرف الحاج الليبي أحمد دموع الحزن في مشعر منى لتكون ستارا يسدل على رواية ألفها وكتب السيناريو فيها مدفع «داعش» في صحارى ليبيا عندما فرق شمل عائلته ونسف منزلهم دون سابق إنذار قبل أن ينسف حلمه في مرافقة أخيه طارق لأداء المناسك لهذا العام. بكى أحمد كل شيء ضاع في ليبيا وبكى وصوله وحيدا بلا أخيه بعدما غيبه الإرهاب في عقر دارهما. وباتت الذكريات المؤلمة تجتاح أحمد وهو يستعيد أحاديثه السابقة وأحلام اليقظة التي تقاسمها مع أخيه عن رحلة الحج وما ينوون فعله راسمين لهما خط طريق واضحا سواء في التحركات أو في الإقامة، لكن حمل المدفع أحلامهما إلى النهاية، فجاء أحمد حاملا معه أوجاعه ورثاء أخيه. قالها أحمد وهو يرمي الجمرة الأخيرة في منى ، اللهم ارحم أخي وأدخله فسيح جناتك. حسرات الفراق التي حلت دون وداع سارت مع الحاج أحمد نعمان في كل أرجاء المشاعر المقدسة. ويقول الحاج البالغ من العمر (49 عاما) ل«عكاظ» كنت أحلم أنا وأخي بالقدوم إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج هذا العام ومع أول شهور هذه السنة أصابت إحدى قذائف «داعش» منزلنا الذي لم يكن فيه حينها سوى أخي واستشهد من حينه. وأضاف: «طارق من شجعني لأداء مناسك الحج وكان يلح علي أن أرافقه وعندما اقتنعت بفكرته وعقدت العزم على مرافقته تخلى عني وذهب إلى جوار ربه». وأردف نعمان والدموع على وجنتيه «سآتي إلى مكةالمكرمة مرة أخرى وأحج عن شقيقي ولن يفارقني طيفه مهما حييت».