حققت جمعية الإعاقة الحركية للكبار "حركية" حلم ما يربو على 100 معاق من الذكور والإناث، بأداء مناسك الحج لهذا العام، بعد توحيد الجهود والتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية والخدمية لتوفير مختلف السبل الكفيلة لضمان تمكين وصولهم إلى المشاعر المقدسة بسهولة. وأوضح مدير جمعية الإعاقة الحركية للكبار "حركية" عبدالرحمن الباهلي أن الجمعية ترمي إلى دمج المعاق مع الشخص السوي، وإلغاء الفوارق بينهما بعدة مشروعات من ضمنها مشروع الحج، مبيناً أن الجمعية نظمت الحملة للتعرف على المعوقات والسلبيات التي قد تحول دون تأدية المعاق نسكه بيسر وسهولة، مع بحث ودراسة الإيجابيات والسلبيات التي من الممكن أن تحول دون أن يكمل الحاج المعاق حجته. من جانبه قال سالم الشامان: لقد تحققت الأمنية الغالية بتأدية مناسك الحج، وأشعر أنني ولدت من جديد، مبيناً أن مشاعره وهو يشارك جموع ضيوف الرحمن تأدية الحج على كرسيه المتحرك وبدون زحام أو إرهاق بأنه لا يوصف. وامتلأت مآقي علي محمد الشهراني البالغ من العمر 60 عاماً، ورسم كلماته بالدموع وهو يقول: أجهشت بالبكاء وأنا أرمي جمرة العقبة بنفسي وعلى كرسيي المتحرك، وعندما وقفت بعرفة لم تتوقف عيناي عن ذرف الدموع، وحمدت الله عز وجل أن حقق لي بعد صبر دام لعقود مضت حجة الإسلام. وقال فهاد السبيعي: لسنوات مضت كان حلمي أن أقف ملبياً لله عز وجل على صعيد عرفات الطاهر، وأن أطوف بالمشاعر المقدسة لتأدية مناسك الحج، الى أن منّ الله عليّ أن نظمت جمعية (حركية) هذه الحملة المباركة التي حققت الحلم. وشكر للقائمين على الجمعية جهودهم الكبيرة والمباركة على هذا التنظيم الرائع. مبيناً أن كل الصعوبات تتلاشى بفعل الجهود بين الجهات الأمنية والخدمية. أما أصغر حاج ضمن الحملة فكان الطفل فيصل منير زيدان (12 عاماً)، وقال: "لقد حججتُ على الكرسي المتحرك، ولم أجد أي عناء ومشقة، بفضل الله ثم بالتسهيلات التي يقدمها رجال الأمن لنا، ولجميع الحجاج. فيما أوضح منير زيدان والد الطفل أن لديه ثلاثة من الأبناء المعاقين بشلل رباعي (25 عاماً، 23 عاماً،12 عاماً)، وبفضل الله أولاً ثم بفضل جهود الجمعية والإمكانات والمشاريع العملاقة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن أدّى كل ابنائه فريضة الحج. يوسف علي الجامع يروي قصته مع الحج فيقول: بعد محاولات عديدة ومجهود مضاعف لتأدية فريضة الحج، إلا أن العديد من المخاوف حالت دون تحقيق ما يرمي إليه، مبيناً أنه في هذا العام انضمّ إلى الحملة التي نظمتها الجمعية، وتكاتفت معها الأجهزة الحكومية، وأضحى الحلم حقيقة. فيما قالت رحاب عبدالله: لقد منّ الله علينا بالانضمام الى هذه الحملة المباركة.