أظهر الإطار الشهري لنفط برنت تراجعا بلغت نسبته 3.5% تقريبا خلال أسبوع ليراوح مؤشرها السعري أمس (الجمعة) داخل مستويات 45 دولارا للبرميل، ما أدى إلى استمرار الاتجاه الهابط لشمعة شهر سبتمبر التي أخذت في إثر ذلك شكلا فنيا يعرف ب «نجمة الشهاب». وأسهم تشكل هذا الشكل في اقتراب الشمعة من مستويات دعم قد يؤدي كسرها إلى وصول السعر عند الترند الصاعد المتمثل سعره في مستويات قريبة من 43 دولار للبرميل. ورغم أن الإطار الأسبوعي أظهر شمعة تعرف فنيا ب «الرجل المشنوق» تسببت في خفض السعر لما يقارب 5 دولارات؛ إلا أن الإطارات الكبيرة المتمثلة في اليومي، والأسبوعي، والشهري توضح وصول المؤشر إلى مناطق التماسك السعري التي أدت إلى عكس السعر في فترات سابقة، وهو ما يتفق مع معطيات فريم مراقبة السعر. ولم يكن النفط الخام أحسن حالا، إذ تمكنت الشمعة الشهرية إلى ما قبل مغرب يوم أمس من ابتلاع نصف مكاسب الشهر الماضي لتبدأ في أخذ شكل شمعة تعرف فنيا ب «الحرامي» الأمر الذي يعطي إشارة بأن ذلك الابتلاع قد يؤدي إلى هبوط المؤشر لنحو دولارين في حال استمرار العوامل الأساسية دون تغيير يذكر عليها خلال الأسبوعين المقبلين. وقد تراجعت أسعار النفط في التداولات الآسيوية مع توقع زيادة الإنتاج في ليبيا ونيجيريا في ظل تنامي المخاوف من تخمة العرض، وذلك في أعقاب ارتفاع سعر البرميل الواحد أمس الأول (الخميس) بعد أنباء أفادت بتسرب ما يزيد عن ستة آلاف برميل من وقود الديزل عبر أنبوب ينقل النفط من ساحل الخليج إلى شرق الولاياتالمتحدة إلا أن هذا التسرب لم يكن كافيا للتخفيف من وقع التوقعات بشأن زيادة الإنتاج أمام ضعف الطلب. وتراجع سعر نفط غرب تكساس إلى مستويات قريبة من 53 دولارا ليسجل تراجعا يزيد عن 4.7% في أسبوع واحد. وقال محلل السوق لدى شركة «أواندا» للسمسرة جيفري هالي إن المخاوف تجددت «مع إعلان ليبيا ونيجيريا رفع حالة القوة القاهرة واستئناف التصدير». وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أنها ستزيد الإنتاج مرتين خلال أربعة أسابيع بعد أن تسلمت إدارة موانئ التصدير الرئيسية التي سيطرت عليها قوات المشير خليفة حفتر المعارض لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. في الوقت نفسه يتوقع أن تزيد نيجيريا، أكبر منتج أفريقي للنفط، صادراتها. وأسهمت التخمة النفطية في إبقاء الأسعار منخفضة منذ أكثر من سنتين مع سعي الدول المصدرة للحفاظ على حصصها من السوق. ويتوقع أن يبحث لقاء مرتقب في الجزائر هذا الشهر بين روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مسألة تثبيت الأسعار لكن المحللين يشككون في إمكان التوصل إلى اتفاق لتجميد أو خفض التصدير. وقال هالي إنه في غياب أي تصريحات قبل ذاك اللقاء يتطلع السوق إلى قرار مجلس سياسات الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بشأن الفائدة الاسبوع المقبل بعد تصريحات متناقضة من مسؤولين في البنك المركزي الاميركي بشأن رفع فائدة الدين. فأي رفع للفائدة من شأنه تقوية الدولار ما يجعل النفط أغلى بالنسبة للمتعاملين بالعملات الأضعف ويؤثر بالتالي على الطلب والأسعار. يشار إلى أن أسعار النفط أغلقت تعاملاتها ليوم الخميس على ارتفاع تجاوزت نسبته 1 %، وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ارتفاعا بواقع 74 سنتا أو ما يعادل 1.6 % عند التسوية لتصل إلى 46.59 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 33 سنتا بما يعادل 0.8 % لتصل إلى 43.91 دولار للبرميل عند التسوية.