لم يتمكن الحاج عثمان منصور من حبس دموعه وهو يلقي (تلويحة) الوداع الأخيرة خلال مغادرته مكةالمكرمة بعد أدائه النسك، وهناك المئات من ضيوف الرحمن هطلت دموعهم أمس أثناء مغادرتهم العاصمة المقدسة، إذ انطلقت أرتال من الحافلات أمس الأول وهي تحمل على متنها المئات من ضيوف الرحمن نحو مطار الملك عبدالعزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي، حيث بدأ ضيوف الرحمن في مغادرة مكةالمكرمة بعد أن من الله عليهم بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة بفضل من الله ثم بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خدمات وما نفذته من مشاريع وتوسعات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أسهمت في أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام في جو مفعم بالأمن والأمان والسكينة. وأوضح عدد من الحجاج لدى خروجهم من المسجد الحرام بعد إتمامهم طواف الوداع آخر منسك من مناسك الحج، حيث أكد الحاج جودت أعظم من تركيا، أن الحميمية والأجواء الأخوية التي وجدناها من إخوتنا في المملكة تعزز الألفة والمحبة بين شعبينا، وقال «إن الاهتمام الذي تبديه المملكة بضيوف الرحمن يدل دلالة قاطعة على إحساسها الكبير بمبدأ الأخوة الإسلامية واستشعاراً للمسؤولية تجاه رعاية الحجاج». وعبر عدد من ضيوف الرحمن من مصر عن سعادتهم وسرورهم بإتمام المناسك، مشيدين بمستوى الخدمات المقدمة لهم من الجهات الحكومية العاملة في الحج. ونوه الحاج سعيد أبو إسماعيل من الإسكندرية باهتمام حكومة المملكة بضيوف الرحمن مشيداً بالتوسعات التي حظي بها المسجد الحرام ومنها توسعة المطاف التي أعطت مجالا أوسع للحجاج لسرعة التحرك والتنقل في رحبات المسجد الحرام. من جانبه، قال مصطفى السيد أحمد إن ما تقدمه السعودية من تسهيلات وخدمات لا ينكرها إلا حاقد على هذه البلاد المباركة، فمنذ أن وطئنا أراضي المملكة ونحن ننعم بجميع الخدمات والجميع يقوم بخدمتنا وتسهيل أمورنا ويقدم لنا الرعاية الكاملة، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يديم على المملكة أمنها وأن يحفظ قادتها ويجعل ما يقدمونه للإسلام والمسلمين ولحجاج بيت الله الحرام في موازين أعمالهم. وأشاد محمود عبدالحميد الخولي من محافظة الشرقية بالتنظيم المميز الذي لمسه في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والجهود الكبيرة لرجال الأمن لمنع الافتراش وعدم حمل الحقائب والدخول بها إلى جسر الجمرات. وتطرق الحاج الهادي الحسني، من تونس، إلى التطور الذي لمسه في المجال الصحي وفي برامج الوقاية من الأمراض. وقال «إن اليسر والسهولة في أداء المناسك في هذا الجو الروحاني المفعم بالطمأنينة وفي ظل الاهتمام الكبير من المسؤولين في كل الخدمات يبعث على الراحة والاستقرار والسكينة»، سائلا الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء وأن يجعل ما يقدمه للأمة الإسلامية في موازين أعماله.