بصوت يغلب عليه الحزن المسكون بكثير من الغضب ترمي الحاجة المصرية آمنة الحصى نحو شاخص الجمرات، وتتلفظ بعبارات نابية وجهت بعضها للشاخص وأخرى لشخص وصفته بأوصاف غير أخلاقية قبل أن تنهار باكية. ورغم اتفاق الحجاج على أن الرجم رمز وإشارة إلى عداوة الشيطان، إلا أن آخرين كانت لهم طقوس في الرمي من نوع خاص، فمنهم من رجم حظه العاثر، ومنهم من قذف بماضيه السيئ نحو الشاخص، آملا بأن تتحقق لهم حياة اجتماعية أفضل بعد عودتهم إلى ديارهم. هنا الكل أتى بما يؤمن به من أفكار نحو المقصد الديني من رمي الجمرات، لكن الحاجة المصرية آمنة (45 عاما)، قصدت جمرت العقبة من أجل رجم رجل كانت تصرخ باسمه مع كل حجرة تقذفها نحو الشاخص. «عكاظ» سألتها عن هوية الشخص الذي وصفته بألفاظ نابية وغير أخلاقية، لكنها كانت غاضبة ولم تتجاوب، لكن إحدى قريباتها كانت تراقب المشهد عن قرب فصارحتنا أن الشخص المقذوف هو زوجها، وقد خانها لمرات عدة وهي ناقمة جدا وأتت للحج من أجل أن تتغير حياتها بالكامل. لكن على الطرف الآخر وبعيدا عن رجم الخيانة وقريبا من الجمرة الكبرى انشغل الحاج الأردني أبو حسان برمي الحصاة في الشاخص ثم تقع في الدائرة، وكان في كل مرة لا يرمي بهذا الشكل يعاود الرجم مرة أخرى، وعند سؤاله عند ذلك قال «يجب أن تصيب هدفك بدقة» فكذلك هي الحياة عليك أن تكون أكثر يقظة في ملاحقة أهدافك. وترى حاجة سورية مقيمة في الرياض أن الهدف من رمي الجمرات، هو ضرب إبليس، كما فعل نبي الله إبراهيم عليه السلام، عندما أغراه الشيطان لقتل ابنه، وهي من مشاعر ونسك الحج بحسب ما أخبرنا به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، واقتداء بالسنة النبوية، وأضافت بلهجة سورية محلية: «نحن فهمانين وعين الله علينا». أما الحاج المصري فيؤكد «أتينا لرجم العفريت.. الشيطان مش كويس، وبيخلي الإنسان يرتكب الخطيئة ويوقعنا بالهلاك، إنه يغري عشرات المسلمين من اجل إشغالهم عن أداء الصلاة، ومن أجل أن يقودهم إلى النار».