حتى كتابة هذا المقال وموسم الحج يشي بنجاحه بعد أن توافد الحجاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الأولى، في أجواء روحانية بعيدة عن السياسة وخلافاتها، قريبة من التمازج والتآخي حيث توافد الحجاج من جميع أقطار بلدان العالم، ما عدا إيران التي ارتأت أن تحج هذا العام إلى كربلاء في العراق.. بعد فتوى خامنئية في توجيه الحجاج الإيرانيين إلى (العتبات المقدسة) بدءا بزيارة مرقد الإمام الحسين، وأخيه العباس لتكون هذه الزيارة بمثابة الوقوف على عرفات، ولقد تم تسميتها من قبل منظمة الحج والزيارة الإيرانية (زيارة عرفة)! الحج الإيراني البديل نتاج هوس تعبدي، أقرب ما يكون للوثنية منه إلى الروحانية، نتج من المماحكات السياسية والتعنت الإيراني الأرعن الذي حرم الشعب من أداء الركن الخامس ليستبدله بالوقوف على القبور. خوف السلطات الأمنية العراقية في كربلاء من المتطرفين، ومن تنظيم داعش الإرهابي جعلها تتخذ إجراءات أمنية مشددة أكثر من أي موسم زيارة مضى، وذلك للمحافظة على أمن الزائرين كي يمر بسلام هذا الموسم الطارئ (المسمى حج)، والذي ربما سيستمر سنوات، حسب تجليات الفتوى الإيرانية وإفرازاتها وتطوراتها.. الحج البديل ربما يتطور بعد أن يتم إغراء شيعة العالم الإسلامي بالحج إلى كربلاء في موسم الحج الحقيقي، وربما تحلم إيران لاحقا بتدويل المرقد واحتلال محافظة واسط الحدودية، في ظل سيطرتها الاقتصادية على الأماكن المقدسة في العراق، لتكون الزيارة إلى العتبات حجا أكبر، لاسيما أن عدد الزائرين للمرقد في أيام الأضحى -هذا العام- سيتجاوز المليونين جلهم من الإيرانيين الذين عبروا زرباطية، وهي المنفذ الحدودي مع إيران. من زرباطية ربما اُحتلت العراق بأسرها، فتاريخ هذه الناحية مغموس في الدمار، إذ تم تدميرها إبان الحرب العراقيةالإيرانية، ما أسفر عن هجرة سكانها الأصليين، لتكون بعد ذلك مجرد محطة للحجاج الإيرانيين الزائرين للعتبات المقدسة ومرقد الحسين والعباس. [email protected]