تزينت المشاعر المقدسة ببراءة الأطفال المتوشحين بالبياض فباتت وجوههم أشبه بحبات لؤلؤ منثور في أطهر بقاع الأرض، تعلوهم ضحكات أُنس عارمة يغشاهم النعاس تارة ويؤثر عليهم لهيب الشمس الحارق تارة غير مكترثين بالتعب، ارتمى بعضهم على أكتاف والديه ونعِم البعض الآخر بأحضان والدته. شقاوة الأطفال العفوية وحركاتهم السريعة باتت هدفاً لعدسات المصورين وممازحات الحجاج التي لا تتوقف، في رسالة إنسانية للعالم أجمع تدعو للسلام فمنى وعرفات ومزدلفة تحتضنهم بحنان متفان. ويعلق الحاج اليمني جمال أحمد ل«عكاظ» أن الأطفال «طيور الجنة» ترفرف في كل بقاع الأرض فعندما أشاهدهم في المشاعر المقدسة أشعر بفرح أجهل أسبابه ولو شعرت به الميليشيات الحوثية في اليمن أو الدواعش في العراق والشام وغيرها لما ارتكبوا المجازر الوحشية بحق براءة الأطفال. وأضاف لم أتمالك نفسي عندما تذكرت مشاهد جثث أطفال اليمن ضحايا جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع فبأي ذنب قتلوا تلك البراءة. حلقت أسراب طيور الجنة تظلل المشاعر المقدسة بسحابة من السعادة تطرد التعب عن نفوس الحجيج وتبعث في نفوسهم نفحات من الأنس البريء.