وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس إلى منى للإشراف بنفسه على راحة أكثر من 1.8 مليون حاج وقفوا على صعيد عرفات أمس، وسط «انسيابية غير مسبوقة» على حد وصف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الذي كان ضمن ضيوف الرحمن. وقال إن صعود الحجاج إلى منى ثم عرفات، واكتمال وقوفهم تم بكل طمأنينة، ويسر، وسهولة. وقال خطيب مسجد نمرة الشيخ عبدالرحمن السديس في خطبته إن أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمر، لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية، أو نعرات طائفية. وحذر من آفة الإرهاب «الذي لا يمكن أن ينسب إلى أمة، أو دين، أو ثفافة، أو وطن، ومن أن التكفير وبيل العاقبة». وحض الدعاة على الحذر من الحزبيات، والتصنيفات، والفرقة، والانقسامات. وحرص السديس على إبداء التقدير لمفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي ظل يضطلع بالخطابة في مسجد نمرة على مدى 35 عاماً. وكان المفتي العام ممن أمهم السديس في الصلاة بمسجد نمرة أمس، وقال في خطبته: «من واجبنا الدعاء لشيخنا وعالمنا الجليل الذي وقف طيلة 35 عاماً موجهاً ومرشداً وناصحاً للأمة». وبدأت جموع ضيوف الرحمن الوصول إلى مشعر منى سالمين آمنين بعد مبيتهم بمزدلفة، واتجهوا وفقاً لمسارات وخطة مرسومة لرمي جمرة العقبة الكبرى، فيما احتفل ذووهم في نحو 164 دولة بحلول أول أيام عيد الأضحى المبارك. وفي لمسة مؤثرة، وجه ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بإجراءات عاجلة لتمكين 47 حاجاً جزائرياً علقوا بمطار الجزائر، بعدما تخلت عنهم شركة لتنظيم رحلات الحج. وأمر ولي العهد بضمان وصولهم إلى المشاعر المقدسة للحاق بالمناسك، على رغم إغلاق المجال الجوي السعودي أمام رحلات قدوم الحجاج. وفي مقابل اليسر والطمأنينة وتفاني السعودية في خدمة الحجاج، عمدت إيران، في بدعة تخالف إجماع المسلمين، على إرسال حجاجها إلى كربلاء والنجف، بعدما منعتهم من الحج من دون مبررات كافية، ما أثار تنديداً واستنكاراً واستهجاناً. التفاصيل