حذَّر الرئيس العام لشؤون المسجدين الحرام والنبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، من رفع أي شعاراتٍ سياسيةٍ أو إثارة أي نعراتٍ طائفيةٍ خلال الحج، واصفاً أمن الحرمين الشريفين وسلامة الحجاج بخط أحمر لا يمكن تجاوزه، حاثَّاً على تعظيم الشعائر واستحضار عظمة البلد الحرام. ونبَّه السديس، خلال خطبة يوم عرفة، إلى المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الشباب المسلم. ولفت إلى خطورة كل طريقٍ يوصل إلى تفريق الصف واختلاف الكلمة وتمزيق الشمل. واعتبر الإرهابَ صورةً من الإفساد في الأرض وآفةً عمَّ شرُّها أمماً شتّى وأعراقاً مختلفة ومذاهب متعددة، مشدِّداً على عدم جواز نسبة الإرهاب إلى أمةٍ أو دينٍ أو ثقافةٍ أو وطنٍ أو أن يُلصَق بالإسلام. ووصف السديس التكفير ب «وبيل العاقبة». وأشار إلى أثره المتمثل في تصدُّع القلوب المؤمنة وفزع النفوس المسلمة، مندِّداً بمن كفَّروا المسلمين واستباحوا دماءهم المعصومة وسعوا في الأرض بالفساد تدميراً وتفجيراً وقتلاً للأبرياء وترويعاً للآمنين من المسلمين وغير المسلمين. كان الحجاج توافدوا، منذ وقتٍ مبكِّرٍ أمس، إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات للاستماع إلى الخطبة وأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بالسنة النبوية. وامتلأت بضيوف الرحمن جنباتُ المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع، فضلاً عن الساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع. وتقدَّم المصلينَ مستشارُ خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. في مستهلِّ خطبته؛ أوصى الشيخ السديس بتقوى الله. وشدَّد قائلاً «عليك بتقوى الله في كل أمرك. ولا خير في طول الحياة وعيشها إذا أنت منها بالتُّقَى لم ترحل». وذكَّر بأن الله شرَّف الإنسان وأكرمه باستخلافه في الأرض، موضِّحاً «هذا الاستخلاف قائمٌ على أساس الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدل بين الناس». ولفت السديس النظر إلى مجيء الإسلام بدين الحق الذي لا يجوز أن يرتاب فيه مسلم «فهو الدين الذي لا يقبل الله ديناً غيره». واستدلَّ بقول الله عزَّ وجل «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبَل منه وهو في الآخرة مِن الخاسرين»، مشيراً إلى مجيء نبيّ الأمة ليحثَّ الناسَ على الخير والصلاح والنجاة والفلاح. وذكَّر السديس الحجاج بأن النبي وثَّق هذا الموقف العظيم وخطب خطبةً عظيمةً أرسى فيها قواعد الإسلام وهدَم مبادئ الجاهلية وعظَّم حرمات المسلمين، حيث خطَب في الناس وودَّعهم بعد أن استقر التشريع وكمُل الدين وتمَّت النعمة ورضي الله هذا الإسلام ديناً للإنسانية كلِّها «اليوم أكملتُ لكُم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لَكم الإسلام ديناً». الحقوق والحريات وأشار السديس إلى ما شهدته خطبة الوداع من إعلان حقوق الإنسان وتحديد معالم الحريات وتأسيس منطلقات الكرامة الإنسانية لبني البشر «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا». في ذات الإطار؛ قال الشيخ «لقد بيَّن الإسلام أن الناس متساوون في التكاليف حقوقاً وواجبات، لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، لا تفاضل بالنسب ولا تمايز في لون». وتناولت خطبة عرفة انفراد الإسلام بنظامه الاقتصادي المتميز الذي راعى بين حاجات الناس البشرية ومتطلباتهم الفطرية بتوازنٍ ليس له نظير، كما قال الله سبحانه وتعالى «وابتغ فيما آتاك اللَّهُ الدَّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدُّنيا وأَحسِن كما أحسن اللَّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن اللَّه لا يُحِبُّ المُفسدين». وأبان الخطيب أن الإسلام وضع أسساً واضحة المعالم للتعاملات المالية التي تقوم على الصدق والعدل والإحسان والنهي عن الظلم والجهل والغرر والغش والخداع. وأضاف قائلاً «الإسلام حرَّم الربا ونهى عن أكل أموال الناس بالباطل». وأشار الخطيب، في الوقت نفسه، إلى المكانة البارزة لقاعدة التكافل في المجتمع المسلم «فهو لا يقف عند النفع المادي بل يتعداه إلى جميع حاجات المجتمع أفراداً وجماعاتٍ سواءً كانت تلك الحاجات مادية أو معنوية»، مبيِّناً أن دائرة التكافل تتسع لتشمل بني البشر جميعاً؛ وأن الدين يشمل كلَّ أوجه البر والخير، ومن ذلك الحثُّ على بر الوالدين والإحسان إليهما، والنهي عن قطيعة الرحم، والحثُّ على حق الجوار والجار ذي القربى والجار الجنب، كما حفظ الإسلام النفوس وصان الدماء وجعل من ذلك قضية من أخطر القضايا فنهى عن الثارات وعالج كل ما يطرأ بين الأفراد من مشكلاتٍ بحدودٍ وأشكال شرعية واضحاتٍ ومحكماتٍ مسلَّمات تردع المجرمين وتأخذ على أيدي المفسدين وتقيم العدل في الأرض. كذلك؛ تناولت الخطبة مجئ الإسلام بالمنهج الوسط القائم على حفظ المصالح ودرء المفاسد والداعي إلى البناء والتنمية والأخذ بكل أسباب التقدم والتطور، مع الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والنهي عن كل مسالك الفساد والإفساد، وجعلِ مصالح الأمة العليا فوق كل اعتبار، في حين يترتب الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة على من تجاوز تلك المصالح أو عبثَ بأمن الأمة واستقرارها ومقدراتها ومكتسباتها. ووجَّه الخطيب نداءً إلى قادة الأمة الإسلامية وشعوبها قائلاً «أمتنا المسلمة تمر اليوم بظروف صعبة من تاريخها تلتزم منا شعوباً وقادةً تضامناً في قلوبنا ومشاعرنا، وتنسيقاً في مواقفنا وتصوراتنا، وتكاملاً في جهودنا لمواجهة مشكلاتنا وقضايانا، وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك ومأساة إخواننا في بلاد الشام والعراق واليمن وغيرها». وتابع «إننا أحوج ما نكون إلى الحوار طريقاً لمناقشة قضايانا والتناصح بالخير سبيلاً لتعزيز أخوتنا». وشدد «علينا أن ندرك أن إصلاح مجتمعاتنا وحفظ أمن أمتنا ووحدتها وصيانة مقدراتها منوطٌ بتعاون الشعوب مع قادتهم والرعايا مع رعاتهم وبالالتفاف حولهم»، مضيفاً «على القادة المسلمين أن يستشعروا عظم الأمانة والمسؤولية؛ وأن عليهم معالجة كل ما يطرأ من مسبِّبات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والإنصاف ورفع الظلم عن المظلومين». ولفت الشيخُ النظر إلى العدل بوصفه قاعدة الشرع الحميدة والميزان المستقيم ورسالة المرسلين وأمر رب العالمين، فقد أرسى الإسلام قيمة العدل في كل نظمه وتشريعاته لأنه فيه قوام البشرية وصلاحها وسعادتها وفيه خيرها وهدايتها وفلاحها، فبالعدل يكثر الخير ويعم النماء وتطمئن نفوس الخلق وتستقر أحوال الناس. وتطرقت الخطبة إلى إعزاز الدين شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لافتةً إلى أن الإسلام هو دين المعاملة والإنصاف والرحمة والسلوك القويم والتصرف الراشد السليم، فقد انتشر من خلال المعاملة الحسنة المتمثِّلة في القيم التي أسسها واتصف بها أبناؤه من عدل وإحسان وصدق وأمانة ومكارم أخلاق. ووصف السديس القدوة الصالحة الحسنة بأمرٍ بالغ الأهمية في بناء الإسلام الأخلاقي ومنطلقاته السلوكية. ووجَّه السديس حديثه إلى الشباب المسلم؛ قائلاً «إن من عظيم ما ابتُلِيَ به العالم في عصرنا هذا صوراً من الإفساد في الأرض متمثلةً في آفة الإرهاب الذي عمَّ شرُّه أمماً شتَّى وأعراقاً مختلفة ومذاهب متعددة. وأوضح «لا يمكن أن يُنسَب (الإرهاب) إلى أمة أو دين أو ثقافة أو وطن أو تُلصَق تهمة الإرهاب بالإسلام»، ملاحظاً أن أمة الإسلام ابتُلِيَت من بعض أبنائها وشبابها الذين أغوتهم الشياطين وتنكروا الصراط المستقيم فانصرفوا عن منهج الإسلام المعتدل وسارعوا إلى التكفير «الذي هو وبيل العاقبة ومما تتصدع منه القلوب المؤمنة وتفزع منه النفوس المسلمة، لقد كفَّروا المسلمين واستباحوا دماءهم المعصومة وخفروا الذمم المحرمة وسعوا في الأرض بالفساد تدميراً وتفجيراً وقتلاً للأبرياء وترويعاً للآمنين من المسلمين وغير المسلمين؛ وصمّوا أذانهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع علماء الأمة التي تحرم هذه الأعمال الخبيثة والأعمال المنكرة». ونبَّه السديس شباب الإسلام إلى مسؤوليتهم العظيمة فهم عماد الأمة ومستقبلها. وحذرهم من كل طريق يوصل إلى تفريق الصف واختلاف الكلمة وتمزيق الشمل. ونبَّه قائلاً «اعلموا أن من عوامل الزيغ والضلال في الأمة هي الطامة العظمى والبلية الكبرى؛ التسارع في تكفير أهل القبلة، لقد حذر نبيكم صلى الله عليه وسلم بأعظم الزواجر وأبلغ المواعظ من ذلك الإثم العظيم»، داعياً إياهم إلى إحاطة أنفسهم بتقوى الله في كل حين وبسلاح العلم والمعرفة والرجوع إلى علماء الأمة والأخذ عنهم بالأدلة والبراهين الواضحة، مضيفاً «المؤمل فيهم عظيم؛ أن يُظهِروا للعالم محاسن دينهم وسماحته ورحمته وأخلاقه وأن يكونوا خير أمة وأن يستغلوا أوقاتهم وأن يوجهوا طاقاتهم إلى ما فيه خير الأمة وعز الإسلام ونفع دنياهم وأخراهم». إثر ذلك؛ وجَّه الشيخ حديثه إلى المربِّين قائلاً «أيها المربون؛ إن الأخلاق الكريمة هي جوهر الرسالات السماوية وهي من مقاصد بعثة نبينا عليه الصلاة والسلام». وشدَّد «الإسلام جعل من أولوياته تزكية النفوس وتهذيبها والرقي بها إلى أعلى درجات الفضيلة، ولذا كانت تربية النفس على تلك الأخلاق القويمة هي منهج الإسلام وسبب للنجاة من العذاب وسببٌ للخيرية». وفي رسالةٍ إلى الآباء؛ قال الشيخ «بعض مجتمعات المسلمين تعاني اليوم من افتكاكٍ كبيرٍ بين قيمها وسلوكات أفرادها على نحوٍ ينذر بخطورة المرحلة وصعوبة التحديات، ولهذا كانت عليكم مسؤولية عظيمة في تربية النشء على فضائل الأخلاق ومكارمها خصوصاً في هذا الزمن الذي كثُرَت فيه أسباب الشر والفتن وأضحت الحرب حرب أخلاق وقيم وفضائل». ثمَّ خاطب علماء الإسلام قائلاً «علماء الإسلام؛ أنتم ورثة الأنبياء وحملة الرسالة»، حاثّاً إياهم على هداية الأمة إلى سبيل الرشاد والتكلم بالحق لا بالباطل وتبصير الناس وإفتائهم بشرع الله من غير تساهل ولا تشدد وأخذهم بالتيسير ورفع الحرج. كما وجَّه نصيحةٍ إلى الدعاة قائلاً «الدعوة إلى الله هي وظيفة الرسل والأنبياء»، حاثَّاً إياهم إلى «أن تكون دعوتهم على المنهج الصحيح بالعلم والبصيرة والإخلاص؛ وأن يكونوا قدوة حسنة، وأن يرفِقوا بالمدعوّين، وأن تكن الحكمة والحوار بالحسنى وسيلتهم والعلم سلاحهم وتبصير الناس بالحق ونفعهم هدفهم وغايتهم، وأن يحذروا الحزبيات والتصنيفات والفرقة والانقسامات وأن يعتصموا بحبل الله جميعاً وأن لا يتفرقوا ولا يتنازعوا فيفشلوا وتذهب ريحهم». ونصح السديس رجالَ الإعلام وأربابَ مواقع الاتصال بقوله «الله الله في تسخير الإعلام ووسائله ومواقعه في نصرة الدين والدفاع عن الإسلام وبيان محاسنه والتزام الكلمة والأمانة ومصداقية الحرف وأمانة الكلمة والتزام الحقيقة والموضوعية والبعد عن الإثارة والشائعات والبلبلة، اجعلوها تبني ولا تهدم وتجمع ولا تفرق وتقوي ولا تضعِف». في شأنٍ آخر؛ أكد السديس أن أمن الحرمين وسلامة الحجاج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية. وحذَّر من الإخلال بأمن البيت الحرام أو تكدير صفو المشاعر، داعياً إلى تعظيم الشعائر. وأبان أن الحجاج قدِموا إلى بلد الله الأمين وقد سُهِّلَت لهم السبل وذُلِّلَت أمامهم العقبات، حاثَّاً إياهم على استحضار عظمة البلد الحرام وحُرمتِه. وأضاف «من فضل الله على هذه البلاد أن هيأ لها قيادة حكيمة تشرفت بخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما، ووفرت منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات، وبذلت الغالي والنفيس لينعم قاصدوهما بالأمن والأمان ويؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان»، سائلاً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يبارك في مساعيه ويجعل ذلك في ميزان حسناته ويمدَّه بالصحة والعافية ويوفقه ونائبيه وأعوانهم لما يحبه ويرضاه. وابتهل الشيخ بالدعاء لكل من شارك في تسهيل وتيسير سبل الحج وأعان على توفير الراحة والطمأنينة للحجاج وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وفي مقدمتهم أمير الحج وأمير البلد الحرام، في إشارةٍ إلى الأمير خالد الفيصل، سائلاً الله أن يجزِيَه عن الحجاج خير الجزاء. إلى ذلك؛ نوَّه السديس بجهود رجال الأمن البواسل الذين يبذلون جهوداً عظمى في الحفاظ على أمن الحرمين الشريفين وأمن قاصديهما والحفاظ على الثغور والحدود، داعياً الله أن يجزيهم خيراً ويبارك في جهودهم وأن يسددهم في القول والعمل وأن يجعل مساعيهم مساعي خير وصلاح وأن يعظم أجورهم ومثوبتهم. وأشاد في الوقت نفسه بجهود العاملين في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما والعاملين في الإفتاء وشؤون الدعوة والإرشاد والصحة وغيرها من كافة المجالات. وحثَّ السديس الحجاج على الالتزام بالسنة في الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس وصلاة الظهر جمعاً وقصراً ثم التوجه إلى مزدلفة وصلاة المغرب والعشاء فيها جمعاً وقصراً، ثم رمي جمرة العقبة من بعد منتصف ليلة النحر، والمبيت بمنى أيام التشريق ورمي الجمار في يومي ال 11 وال 12 لمن تعجَّل وفي أيام ال 11 وال 12 وال 13 لمن لم يتعجل وهو أفضل. ونصح الشيخ بالاجتهاد في الدعاء في يوم عرفة. وأبان أن كل الليل محل لرمي الجمار، حاثّاً على الالتزام بالإرشادات والتوجيهات والأنظمة التي وضعتها الجهات المختصة في التفويج والتنقل بين المشاعر وفي أرجاء المناسك كلها، مع تجنب المزاحمة والإيذاء، والحرص على الهدوء والسكينة وتقوى الله في الجوارح والألسن والأقوال والأفعال، حاثَّاً على الصبر والأمل والتفاؤل والاستبشار ومحذراً من اليأس والقنوط والإحباط، مؤكداً أن دين الله منصور وأن الله حافظ دينه وبلاده وعباده وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين كما قال في محكم تنزيله «والله غالبٌ على أمره ولكن أكثَر النَّاس لا يعلمون». وتابع الشيخ «إن من أفضل أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم كثرة صلاتكم وسلامكم على النبي المصطفى والرسول المجتبى». وفي ختام الخطبة؛ دعا السديس الله أن يعزّ الإسلام والمسلمين ويحمي حوزة الدين ويرفع كلمة الحق والدين ويسلِّم الحجاج والمعتمرين ويؤلف بين قلوب المسلمين ويصلح ذات بينهم؛ وأن يهديهم سبل السلام وينصرهم على عدوهم ويجنبهم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن. كما سأل الله أن يصلِح الأئمة وولاة الأمر ويوفِّق خادم الحرمين الشريفين ونائبيه لكل خير؛ وأن يجزيهم خيراً على ما قدَّموا للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والحجاج؛ وأن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة، داعياً الله أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها ورخاءها واستقرارها؛ وأن يوفق رجال الأمن ويجزيهم خيراً على ما يقومون به من الحفاظ على أمن الحرمين الشريفين وأمن الحجاج وأمن الثغور والحدود. وسأل الشيخُ الله أن يحقن دماء المسلمين وأن ينصر المضطهدين منهم في دينهم في كل مكان؛ وأن ينصرهم في فلسطين وأن ينقذ المسجد الأقصى من المعتدين المحتلين ويجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين؛ وأن يكون لإخواننا في بلاد الشام والعراق واليمن وأراكان وفي كل مكان. ووجَّه السديس الشكر إلى مفتي عام المملكة؛ قائلاً «عباد الله إن من الوفاء الواجب الشكر والثناء لسماحة شيخنا ومفتينا الجليل وكبير علمائنا؛ من وقف على هذا المنبر العظيم طيلة 35 عاماً موجِّهاً ومرشداً وناصحاً للأمة فجزاه الله خيراً وضاعف مثوبته وبارك في علمه وعمره وعمله».