وقف أمس أكثر من مليوني مسلم على صعيد عرفات الطاهر ، "مدينة اليوم الواحد" والتي اكتست حلة بيضاء في يوم الحج الأكبر، وقضى جموع الحجيج يومهم مكبرين مهللين تعلوهم السكينة والرحمة، في أجواء روحانية منيبين لربهم، ملبين نداء الحق " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" باكين خاشعين متوجهين إلى الله بقلوبهم وأبدانهم شعثا غبرا. وأدى الحجيج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، واستمعوا إلى خطبة عرفات وأم المصلين في مسجد نمرة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ثم وقف الجميع ملبين مكبرين مهللين باكين خشوعا للواحد الأحد، وقضوا نهارهم في عرفات الله، واكتسى جبل الرحمة بياضا ناصعا، ولم يبق منه جزء ظاهر إلا شاخصة الشامخ، وانتشر رجال الأمن في صعيده شرقا وغربا مقدمين خدماتهم لجموع حجاج بيت الله الحرام، وانطلقت فرق الكشافة تبحث عن التائه، وتسقي العطشان، وتعين المريض، وتنفذ اللهفان، وفتحت المراكز الصحية أمام المريض أبوابها وقدم العاملون فيها خدمات جليلة أعانت الحجيج على أداء نسكهم بصحة وعافية، ومكن المرضى المنومون من أداء الفريضة بقافلة الصحة، وبعث الله رحمته على عباده بأجواء لطيفة، وقاوم المنظمون حرارة الشمس الحارقة برزاز الماء الملطف، كما انتشرت مبرات الخير والإحسان لتصل إلى الحاج بحثا عن الأجر والثواب، لم تسجل المؤن من المياه والمرطبات نقصا، وأسهم قطار المشاعر في نقل من أقلهم في أجواء مطمئنة، وفصل رجال الأمن حركة المركبات عن ارتال البشر الراجلة، حتى الحرارة تمت مقاومتها باستخدام رزاز الماء عن طريق التمطير الصناعي الموجود في مناطق الكثافة في عرفة حول جبل الرحمة، ومسجد نمرة والساحات الكبيرة، وبمجرد إعلان المؤذن بأذان المغرب هب الجميع إلى نفرة المزدلفة في يسر وطمأنينة. «يبدأ ضيوف الرحمن اليوم بعد نجاج تصعيدهم إلى عرفات الله وقضاء ليلتهم في مشعر مزدلفة، في رمى جمرة العقبة الكبرى ثم رمى الجمرات في أيام التشريق الثلاثة بدءا من الغد».ووقف الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا والأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات، وواصلا تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أفضل الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان. من جهة أخرى، يبدأ ضيوف الرحمن اليوم بعد نجاج تصعيدهم إلى عرفات الله، وقضاء ليلتهم في مشعر مزدلفة، في رمى جمرة العقبة الكبرى، ثم رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة بدءا من الغد.