اليوم.. يوم المغفرة، وهو اليوم الذي يباهي الله بأهل عرفات أهل السماء. فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم (انظروا عبادي جاؤوني شعثاً غبراً). صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مئة مرة ثم يقرأ: قل هو الله أحد مئة مرة ثم يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مئة مرة، إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا؟ سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وأثنى علي وصلى على نبيي اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف». كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحج عرفة)، وعندما وقف عند الصخيرات قال: «وقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف». وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة». وأيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس تغرب فقال: يا بلال أنصت لي الناس، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس فقال: معاشر الناس أتاني جبريل آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر الحرام وضمن عنهم التبعات، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله هذا لنا خاصة؟ قال: هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة، فقال عمر بن الخطاب: «كثر خير الله وطاب». كما روى عبدالله بن كنانة بن عباس بن مرداس أن أباه أخبره عن أبيه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم فإني آخذ للمظلوم منه قال: أي رب إن شئت أعطيت المظلوم الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشية عرفة، فلما أصبح بمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: تبسم، فقال له أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: بأبي أنت وأمي إن هذه الساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه». السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير». [email protected]