ليس جديداً، استغلال نظام ملالي إيران الدين الإسلامي لتنفيذ مآربهم الطائفية والعنصرية من خلال محاولة إلباسهم التوجهات الإسلامية أفكاراً عنصرية تخدم معتقدات طائفية عقيمة. ملالي إيران، الذين ينتهجون الفكر الصفوي الذي هو في أساسه فكر طائفي يغلب عليه الالتزام السياسي العنصري على التمسك بالمبادئ الإسلامية التي تلزم المسلم الحقيقي بالتمسك بالمبادئ الإسلامية لهذا الدين الحنيف الذي تؤكد مبادئه على الالتزام بالمساواة وعدم التفرقة والعمل جميعاً على التعايش بين البشر ونبذ الفرقة، فيأتي الصفويون بالعديد من البدع والسلوكيات التي ينبذها الإسلام، ونتيجة لممارسات معتنقي الفكر الصفوي المنحرف عمل كبارهم على نشر الفتن وإثارة البغضاء بين المسلمين، والذي يبحث في الفكر الصفوي يتوصل إلى أن العديد من البدع الصفوية ارتداد سافر بالعودة إلى المجوسية الفارسية ونبش الحقد الدفين لغيرهم من الأمم، وبالذات العرب الذين يتهمونهم بتدمير الحضارة الفارسية، ولذلك، فإن دعواتهم المضللة ترتكز على محاربة وشتم الصحابة الخيرين وزوجات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم. هذا الفكر المضلل يعمل ملالي إيران على فرضه على المسلمين الآخرين من خلال السماح لهم ولمن يفرضون هيمنتهم عليهم بممارسته وترسيخه؛ ليس في المناطق التي يحكمونها ويهيمنون عليها فحسب، بل وصل بهم الأمر إلى محاولة ممارسته في أطهر وأشرف بقاع العالم في المشاعر المقدسة. إصرار ملالي إيران على ارتكاب التجاوزات، وتبني البدع التي يحاربها المسلمون جميعاً أحدث كثيراً من الإشكاليات والصدمات وصلت إلى حد إراقة الدماء والمواجهات الدامية حتى في الأراضي المقدسة، ومع أن المسلمين جميعاً يرفضون هذه الممارسات والمسلك الشائن من قبل الصفويين، إلا أن نظام ملالي إيران يصر على ارتكاب المعصية ويريد أن تفرض على المسلمين الآخرين، وهذا ما تسبب في العديد من الحوادث المميتة والتي كان آخرها موسم حج العام الماضي؛ حيث تسبب عدم التزام المسؤولين عن الحجاج الإيرانيين بضوابط تحرك الحجاج وتنقلاتهم إلى عرقلة تحرك الحجاج الآخرين وصدامهم ما تسبب في مقتل750 حاجاً من الايرانيين وغيرهم من المسلمين. هذا العام، والتزاماً لحرص المسؤولين عن مناسك الحج في المملكة العربية السعودية، وكعادتهم قبل بداية كل موسم يتم الجلوس مع المسؤولين عن بعثات الحج في كل الدول الإسلامية لإعادة التأكيد على الالتزام بالتعليمات والضوابط التي وضعت لتسهل على الحجاج أداءهم مناسك الحج والتيسير عليهم، وهو ما التزمت به جميع الدول الإسلامية، إلا وفد ملالي إيران الذي رفض توقيع محضر الاجتماع مع مسؤولي وزارة الحج والعمرة، مطالبين بالسماح لهم بتجاوز الضوابط التي وضعت لحمايتهم وحماية الحجاج الآخرين مطالبين بإضافة (بدع) لمناسك الحج ذات طابع سياسي في توظيف رخيص لشريعة إسلامية مقدسة؛ إذ يطالبون بإقامة تجمع بدعي لترديد دعاء كميل، والقيام بمراسم البراءة ونشرة الزائر، وكلها أمور مستحدثة وبدع يرفضها باقي المسلمين، ولأن المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحجاج ومسؤولة عن تأمين سلامة ضيوف الرحمن، فكان لابد من رفض تلك البدع المستحدثة أولاً لسلامة باقي الحجاج وحتى سلامة الحجاج الإيرانيين، وثانياً لأن ما يطلبه وفد ملالي إيران ممارسات بدعية محدثة لا يمكن السماح بها في الأراضي المقدسة، ليرى المنحرفون الصفويون الذين يعملون على استغلال المشاعر المقدسة لتنفيذ مآربهم السياسية التي تفرق المسلمين سبباً في عدم القيام بالحج هذا العام وحرمان المسلمين في إيران من أداء الركن الخامس في الإسلام.