استنكر عدد من العلماء التصريحات غير المسؤولة التي أطلقها المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدين أنها تأتي في سياق سعي إيران المستمر إلى النيل من تماسك الأمة، عبر محاولة تحويل الحج إلى منبر للفرقة والشتات، وتمرست على ذلك عبر سنوات طويلة، ولها تاريخ أسود في هذا الاتجاه. وقالوا ل «عكاظ» إن المملكة بذلت جهدها في التحلي بالصبر والتعامل بالحكمة مع التجاوزات الإيرانية، إلا أن نظام الملالي تمادى في غيه، فكان لابد من اتخاذ موقف حازم وحاسم معه. وفي هذا السياق، قال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك ل«عكاظ» إن إيران شذت عن الدول، وتمارس النشاز، كونها تعلم أن الحج منبرُ تآخٍ وتوادٍّ، وتحاول جعله منبرا للفُرْقة وتشتيت الكلمة. وقال: «الحج شعيرة إسلامية، ورحلة يسافر فيها المسلم إلى ربه مرتحلا عن أهله وولده وماله. ومنصرفاً عن الدنيا وغرورها، ومظاهرها»، مؤكدا أن الحج مناسبة للتسامح والتآخي، وبث التآلف بين المسلمين، ونسيان الضغائن والأحقاد، وليست موضعا لشحن النفوس وتهييجها. ولفت إلى أن جميع الدول، الإسلامية وغير الإسلامية، احترمت أنظمة الحج، وقدَّرتْ الجهود الكبيرة المبذولة في رعاية الحجيج، فكانت عَوْنا على الخير عدا إيران التي تعلم أن ما تقوله وتفعله مناقضٌ للهدْي النَّبويِّ في مقاصد الحج. وأضاف أنه ما من بلد يؤاخذُ فيه العبد بالنية قبل العمل إلا مكة، ثم تلا: (ومن يُرِد فيه بإلحادٍ بظلم نُذِقْهُ من عذاب أليم)، فجعل الحساب على الإرادة المجرَّدة، داعياً إلى التخلق بأخلاق قدوتنا عليه السلام إذ لم يكن النبي صلوات ربي وسلامه عليه حانقا ولا حاقدا، بل كان خير هادٍ ورفيقٍ بالناس، فكان رحمة للعالمين. ويؤكد عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ، أن تاريخ إيران عبر الأزمنة المختلفة يثبت بما لايدع مجالا للشك أنهم لايريدون نصرة للدين؛ ففي كل موسم للحج يرفعون الشعارات السياسية والمخالفة ويأتون بالبدع المختلفة التي ليست من الإسلام في شيء. وشدد على ضرورة الوقوف ضد هؤلاء باجتماع الكلمة والالتفاف حول ولاة الأمر والعلماء الكبار والحفاظ على أمن الحجاج وسعي الجميع ليكون موسم الحج موسم شعيرة عظيمة؛ إذ أن هذا الطريق الوحيد لقطع دابر مريدي تفرقة الأمة وكارهي الخير لها.