أكدت مصادر أمنية عراقية أن التحقيقات الأولية في تفجيرات الكرادة التي سقط فيها 49 مدنيا بين قتيل وجريح تورط عناصر من الشرطة العراقية في تسهيل عبور السيارة المفخخة إلى منطقة «الكرادة داخل» وهو التفجير الذي أعلن «داعش» مسؤوليته عنه، لافتة إلى أن الدورية العسكرية التي كانت تقوم بمهمة أمنية في المنطقة جرى اعتقال جميع أفرادها بعد وقوع الانفجار بساعات. وقالت هذه المصادر ل«عكاظ» إن اثنين من عناصر الشرطة أعضاء الدورية اعترفا بتلقيهما رشوة للتغاضي عن عبور السيارة المفخخة، مبينة أنهما اعترفا أيضا أن الوسيط الذي دفع لهما الرشوة أكد لهما أن السيارة تحمل مخدرات وتعود لأحد تجار المنطقة، مشيرة إلى أنهما نفيا علمهما بوجود أي متفجرات في هذه السيارة. وكانت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، حملت قيادة عمليات بغداد والأجهزة الأمنية المسؤولة عن أمن منطقة الكرادة، وسط بغداد، مسؤولية التفجير الذي استهدفها بسيارة مفخخة، فيما أكدت تشكيل لجنة تحقيقية ل«محاسبة المقصرين». وقال عضو لجنة الأمن والدفاع إسكندر وتوت في بيان إن «قيادة عمليات بغداد والقوات الأمنية الموجودة في موقع الانفجار تتحمل مسؤولية التفجير الذي شهدته منطقة الكرادة داخل، وسط بغداد»، مبينا أن الإرهابيين يختارون أوقاتا متأخرة في تنفيذ عملياتهم الإرهابية، ما يعني أن الأجهزة الأمنية مسترخية في ذلك الوقت. وتشهد منطقة الكرادة، وسط بغداد، بين مدة وأخرى عمليات تفجير بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، كان أعنفها في الثالث من تموز الماضي، إذ أدى تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري إلى مقتل وإصابة أكثر من 400 شخص وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المباني التجارية.