تفتح وفاة رئيس أوزبكستان إسلام كريموف الذي شيعت جنازته أمس (السبت) صفحة جديدة في بلد لم يعرف رئيسا غيره خلال 25 عاما من الاستقلال ولم يعين رسميا خلفا له؛ فمن هم المرشحون لخلافته؟. يتفق خبراء على نقطتين؛ أولاهما أنه في غياب انتقال ديموقراطي فمن المتوقع أن يخرج خليفة كريموف من بين الوسط القريب المباشر للرئيس الراحل، والأخرى أنه لا يتوقع أن تحدث تغييرات تذكر في المستوى الدبلوماسي أو في ملف حقوق الإنسان. ويعتقد هؤلاء أن الظرف الحالي غير مواتٍ لأي انفتاح في أوزبكستان وسط مخاوف من تنامي التشدد؛ إذ إن هناك الكثير من مواطنيها بين مسلحي تنظيم "داعش" في العراق وسورية. ويستبعد الخبراء أن يكون لرئيس مجلس الشيوخ نعمة الله يولداشيف الذي سيتولى رئاسة البلاد بالوكالة حتى تنظيم انتخابات في غضون ثلاثة أشهر دور رئيسي بعد الفترة الانتقالية. ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء التكنوقراطي شوكت ميرزوييف (58 عاما) الأوفر حظا للخلافة بعد تعيينه على رأس اللجنة المكلفة تنظيم جنازة كريموف. وحسب منظمات حقوق الإنسان فإن هذا الحاكم السابق لمنطقة سمرقند (مسقط رأس كريموف) مسؤول عن تأمين احترام حصص إنتاج القطن. ويطرح أيضا اسم نائب رئيس الوزراء ووزير المالية رستم عظيموف (58 عاما) فكثيرا ما يصفه دبلوماسيون بأنه شخصية أكثر تأييدا للغرب مع قربه من جماعة كريموف، وهو يعتبر خليفة محتملا وكان صيرفيا ثم وزيرا بداية من 2005. فيما يعد رجل الظل رستم اينياتوف الذي يرأس جهاز الأمن منذ أكثر من 20عاما، صانع سياسة كريموف، أحد المرشحين أيضا لمنصب الرئيس. ومن المتوقع أن تضطلع أرملة كريموف تاتيانا وابنته لولا كريموفا-تيلياييفا، التي تتولى منصب ممثلة أوزبكستان لدى اليونسكو في باريس بدور مؤثر. أما شقيقتها جلنار كريموفا (44 عاما) التي اعتبرت في فترة ما مرشحة لخلافة والدها فقد اجتازت خطا أحمر حين قارنت والدها بستالين ثم اتهمت أختها وأمها بممارسة الشعوذة قبل أن تنتقد على تويتر رئيس جهاز الأمن القوي، وتخضع حاليا للإقامة الجبرية بعد اتهامها بالفساد. وهذه السيدة التي كانت سفيرة سابقة لبلادها لدى الاممالمتحدة، ملاحقة من القضاء في عدة بلدان أوروبية ومتهمة خصوصا باختلاس 300 مليون دولار من شركة تيلياسونيرا السويدية وهي شركة اتصالات لديها الكثير من المشاريع في وسط آسيا.