حين تقوم الحرب في مكان ما، أو عندما يقع حدث عالمي، يسارع عدد من أبناء جلدتنا في رفع أعلام تلك الدول أو صور زعمائها، ولا يكتفون بذلك فقط، بل يرددون في كل مكان العبارات ويلوحون بالصور تضامنا مع تلك الأحداث التي لا تمسهم لا من قريب أو بعيد، وما يثير الاستغراب أننا في حرب وقواتنا في الحد الجنوبي تقاتل، أليس من الأجدى والأولى أن يكون التضامن مع الوطن؟ أين الوطنية إذن؟ بل أتعجب ممن يدافع عن وطن آخر ويتجاهل بلاده، حينها من حقي أن أشكك في وطنية كل من يقدم على ذلك الجرم، ومن حقي أن أجرده من وطنيته، لأنه ليس جديرا بها، وكل من يقدم على تلك التصرفات يضع نفسه طعما سهل الابتلاع من أولئك المحرضين المتلذذين بالفتنة حول وطنك، ويحاربون إنجازاتها، أولئك الذين يبيعون الفشل لضعاف النفوس فيصدقوه، حتى يتمكنوا منهم، ويتخذوهم مطية لنشر أفكارهم المنحرفة، ويجب أن ندرك أن من يقف مع وطنه في السراء والضراء أشرف وأنظف ممن اختار لنفسه أن يكون «مصفّقاتي» لوطن آخر.