في كل حادثة ترتكبها الفئة الضالة المنحرفة عن الطريق المستقيم التي تتمسح بالدين وهو منها براء يتكشف لنا ان من يقف وراء هذه الاحداث البشعة قلوب مريضة جعلت الدين ستارا لارتكاب جرائمها لتعتدي على الانفس والممتلكات المعصومة، وعندما تقع مثل هذه الجرائم فإن المتخصصين في عالم الجريمة هم اول المبادرين المحللين لكل الخيوط التي انتسجت منها خيوط تلك الجريمة، وسوف تتعدى تحليلاتهم الى من يقف وراء منفذي هذا الجرم البشع؟، ومن هم الذين يمثلون الوقود المؤجج لتلك النار؟، ومن هم اصحاب الفتنة المحرضون عليها؟، ومن هم المستفيدون من تنفيذ ذلك الفكر المنحرف المدمر؟؟!!. هذه الاسئلة عرضناها على الدكتور سلطان العنقري مساعد مدير عام مكافحة الجريمة حيث كان لنا معه هذا الحوار: المؤججون لنار الفتنة ٭ د. سلطان.. نلاحظ انه عندما تقع حادثة تفجير او يتم القبض على مجموعة من الفئة الضالة بأن الكثيرين منهم هم من صغار السن برأيكم من يقف وراء هؤلاء؟ - يقف وراء هؤلاء وقود مؤجج لنار الفتنة لتنفيذ افكار منحرفة مدمرة للمجتمع وناسه، وهم فئات مختلفة من فئات المجتمع تلعب دوراً بارزاً في دفع صغار السن من الشباب من ابناء المجتمع والزج بهم، ليس ذلك فحسب بل وتنفيذ تلك الافكار المنحرفة بحماس منقطع النظير لقتل الابرياء وتدمير المجتمع وممتلكاته غير آبهين بالعواقب الوخيمة التي تلحق بالمجتمع، ومن تلك الفئات فئة المحرضين وفق تدرج هذه الفئة من الشدة الى الاقل شدة. مبادئهم في التحريض ٭ ومن هم فئة المحرضين.. وما هي مبادئهم في التحريض على الفتنة.. ونأمل تعريفهم علمياً؟ - هذه الفئة تأتي في المرتبة الاولى وهي من اشد الفئات خطورة على اصحاب الافكار غير السوية (المنحرفة) من صغار السن، فمن المعروف ان التحريض على الفتنة هي اشد من القيام بالفتنة ذاتها، «فالفتنة اشد من القتل» في اي مجتمع من المجتمعات لماذا؟ لان التحريض على الفتنة، باختصار شديد، يعم بلاؤه وشره الجميع فهو لا يستثني احدا ومن هنا تكمن خطورة التحريض. لذلك فإن اول مبدأ من مبادئ التحريض على الفتنة واخطرها على الاطلاق هو ما يسمى ب «غسل الادمغة»، وهو ما يطلق عليه باللغة الانجليزية (الهدم أسهل من البناء ٭ ما هي المبادئ الأخرى التي قد تستغلها الفئة الضالة للتحريض على الفتنة؟ - أخطر مبادئ التحريض على الفتنة هو ما يقوم به مستخدمو الانترنت «الشبكات العنكبوتية»، وعبر وسائل الإعلام المختلفة الموجهة للمجتمع من نشر الشائعات والأكاذيب، أو أجزاء من الحقيقة وليست الحقيقة كاملة، وخطورة ما ينشر عبر تلك الشبكة أو وسائل الإعلام المتعددة من خلال العملاء والخونة المفسدين المندسين والدخلاء على المجتمع إما من البعض من أبنائه والذين لا يعون جيداً ما يقومون به وما يقدمون عليه من خطورة كبيرة جداً على المجتمع، وأن المجتمع الذي يحرضون فيه على الفتنة هو الذي فيه الأب والأم، والأخت والأخ، والخال والخالة، والعم والعمة، والجد والجدة والقريب، والصديق، والزميل الذين جميعا، دون استثناء، سوف يطولهم الشر وتلك السموم التي ينفثونها. تلك الفئة من البشر لا تعي جيداً أن الهدم سهل وبسيط والبناء صعب وشاق، وبخاصة عندما يحدث فلتان أمني يطول الرضيع والطفل والحامل والشيخ المسن ويطولهم أنفسهم هم وغيرهم، اضافة الى أن المجتمع يخسر تماسكه واستقراره، وينهار بسبب أفكار منحرفة تولدت لديهم بسبب الدخول في ألاعيب سياسية قذرة، قذارتها تطول كل شيء في المجتمع، وأفغانستان والعراق وقبلهما الصومال أمثلة حية شاخصة أمام الجميع بفلتانها الأمني. أسماء مستعارة وأنترنت ٭ هل نقول إن هناك من يندسون عبر شبكات الإنترنت ويبثون سمومهم وأفكارهم؟ - نعم هناك فئة من يسمون بالمندسين، وهم من العملاء والخونة وقد يكونون من غير أبناء البلد وهم ينفثون سمومهم عبر شبكات الانترنت وعبر وسائل الإعلام المختلفة من أي مكان في العالم سواء بأسماء مستعارة أو أسماء حقيقية فخطورتهم على المجتمع في تمزيق جبهته الداخلية ووحدته الوطنية وتعكير صفو حياة أفراده فإنها لا تحتاج إلى شرح أو توضيح أو تحليل، وقديماً قيل «ما حك جلدك مثل ظفرك»، وقيل أيضا «جلد ليس بجلدك جره أو اسحبه على الشوك» لأن دافع أولئك العملاء والمفسدين من غير أبناء المجتمع هو الحسد والحقد على نعم المجتمع ومن أهمها نعمة الأمن التي بدونها لا يستطيع أي فرد من أفراد المجتمع التنعم والتلذذ بخيرات مجتمعه ومكتسباته. تماسك والتفاف ٭ كيف نزيد من تماسك الجبهة الداخلية، وتقوية الالتفاف حول ولاة الأمر.. حتى نقطع السبل على هؤلاء المغرضين؟ - هذا السؤال دائما ما يطرح نفسه باستمرار ألا وهو ما أهمية تماسك الجبهة الداخلية والالتفاف حول ولاة الأمر في هذا البلد؟ والإجابة بكل بساطة هي إبعاد هذا الوطن الغالي علينا جميعا من ويلات الفتن والمآسي والتناحر والحروب الداخلية التي لا تخلف لنا إلا الجهل والفقر والتخلف والخوف والمصائب وغيرها من الأمور التي لا تحمد عقباها على جميع الأصعدة داخلياً وخارجياً وبذلك نصبح جميعاً ضحايا لغوغائيين لا هم لهم الا تدمير مقدرات ومكتسبات الشعوب وزعزعة أمنها واستقرارها. فمن المتعارف عليه انه من السهل إشعال الفتن ولكن من الصعب اخمادها هذه حقيقة يعرفها الجميع ويعيها ويدركها جيدا، علماء النفس يقولون لنا إذا أردت استجابة سواء كانت سلبية أو إيجابية (ريسبونس) (Response) فما عليك إلا أن تبحث عن المثير (ستيميولس) (Stimulus) والمثير عادة ما يكون جاهزا للانطلاق في أية لحظة ولكن خطورته تكمن في أنه سلاح ذو حدين اذا لم نحسن توظيفه التوظيف الجيد فإن ذلك المثير ينقلب علينا ويؤذينا. الإثارة سلاح الخفافيش ٭ الذين يقفون خلف ساحات الإنترنت يتعمدون الإثارة في كثير مما ينشرونه ما هي الأسباب التي تجعلهم يفعلون مثل هذا العمل؟ - نحن هنا عندما نتحدث عن خطورة المثيرات الكثيرة التي تنشر عبر الشبكة العنكبوتية (شبكة الانترنت) بواسطة البعض من الأشخاص الذين بالإمكان أن نطلق عليهم (الخفافيش) الذين يعملون في الظل وفي الظلام لأجل اشباع لرغبات سادية عدوانية مدمرة تتمثل في الحقد والحسد والتحريض على الفتن والتلذذ بتعذيب الآخرين الذين يطلعون على تلك المثيرات الحاقدة، نقول عندما نتحدث عن خطورة تلك المثيرات فإننا نهدف من وراء ذلك أن نكون أكثر وعيا وفهما وادراكا لما يدور حولنا ويحاك ضدنا ومتى ما أحجمنا عن الاستجابة لها فإن هذا في مفهوم علم النفس سوف يؤدي الى انطفاء المثيرات واختفائها إلى الأبد، فالمثير ينطفئ عندما لا تكون هناك استجابة هذا مصطلح نفسي متعارف عليه ويجب التأكيد عليه ليفهمه الجميع. والخفافيش عندما يقومون بنشر تلك الشائعات المخيفة عبر شبكة الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال يقوم المطلعون عليها والمصدقون لها بدورهم بنشرها للقريب والبعيد والصديق والزميل دون تمحيص او مراجعة أو تدقيق لمحتواها، ثم يأتي بعد ذلك اولئك الخفافيش لكي يضحكوا علينا لماذا؟ لانهم نجحوا في الحصول على استجابة منا لتلك المثيرات الحاقدة وبذلك يكونون هم في موقع المصفق والمتفرج فقط ونحن نكون في موقع المنفذ لتلك المثيرات غير الصحيحة وغير المقبولة التي أطلقوها عبر أجهزة تقنية متطورة صنعت من اجل خدمة البشرية والاستفادة منها في أوجه الحياة المختلفة ولم تصنع عبثاً من أجل بث الفرقة والرعب والخوف في نفوس متلقيها. الإنترنت للخير لا للشر ٭ كثيرون يتخوفون من خطر الانترنت فهل هذا مسوغ لإهمال هذه التقنية والاستغناء عنها؟ - البعض من شعوب دول العالم الثالث، والتي نحن جزء منها، يوظفون هذه التقنية من الاتصال التوظيف السلبي وغير الصحيح بدلاً من الاستخدام الصحيح ونقل المعلومة الصحيحة التي فيها خير للإنسانية جمعاء، فالإنترنت ليس حكرا على احد وانما هو مشاع للجميع وبالتالي يجب علينا أن نتلقى منه المعلومة الصحيحة ونبث وننشر من خلاله ايضاً المعلومة الصحيحة والمفيدة لنا ولبقية شعوب الأرض. لنأخذ مثلاً بسيطا نعايشه الآن لكي نبرهن لمطلقي تلك المثيرات المغرضة مدى خطورة ما يقومون به في زعزعة أمن واستقرار بلدهم وتدمير وتحطيم نفسيات شعوب تريد الحياة بأمن وسلام، فعلى سبيل المثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان من أكثر الحكام ديكتاتورية وتسلطا وطغيانا ودموية لشعبه وجيرانه وغيرهم، وكل عراقي في الداخل والخارج يدعو الله أن يخلصه من هذا الطاغية قبل ان يصبح الصباح. ثم بعد ذلك جاء الاحتلال الأمريكي للعراق تحت شعارات زائفة فهلل العراقيون في بداية الأمر على امل عسى وليت ولعل يعيشون بأمن وبرفاهية وبحرية غائبة عنهم منذ عدة عقود ولكن كل تلك الأماني والأحلام تبخرت عندما عايشوا ومازالوا يعايشون الفوضى والنهب والسلب في ظل غياب كامل للأمن لا يحسدون عليه بعد أن اكتشفوا أن من جاء يخلصهم من طاغية جاهل متعجرف وقعوا في مجموعة طغاة محترفين دخلاء لا يهمهم شعب العراق ومصلحته بقدر ما يهمهم تحقيق أطماعهم السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها من المصالح المعلنة والمبهمة.