يقف المنتخب السعودي اليوم على أعتاب تحد كبير في انطلاق منافسات المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا التي تضم منتخبات السعودية وتايلند وأستراليا واليابان والإمارات والعراق؛ إذ سيفتتح مشاركته بمواجهة نظيره المنتخب التايلندي الليلة، وتصل أهمية المواجهة لذروتها لدى المنتخبين المطالبين بالفوز لضمان الانطلاقة الجيدة في طريقهما للتأهل للمرحلة الأهم في تاريخهما خصوصا من قبل أصحاب الأرض المطالبين بالتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخ الكرة السعودية. وينتظر أن تظهر المواجهة قوية ومثيرة بين الطرفين لسعي الأخضر لتأكيد عزمه على تحقيق تطلعات جماهيره بخطف أول ثلاث نقاط ستكون مهمة له لبدء خطواته الواثقة نحو التأهل المنتظر، يقابله حماس تايلندي لتخطي عقبة الأخضر أو على الأقل نيل نقطة من فم الصقر السعودي على أمل تقريب البعيد للكرة التايلندية. ويستند الأخضر السعودي وهو يقابل ضيفه التايلندي على ميل الكفة التاريخية لمواجهات المنتخبين صوبه، وهو الذي واجه ضيفه في 14 مقابلة كان نصيب الأخضر منها الخروج منتصرا في 12 مواجهة. النهج الفني للأخضر أقام معسكرا استعداديا على ثلاث مراحل بدأت بالنمسا، ثم في قطر خاض من خلاله لقاء وحيدا مع منتخب لاوس وكسبه برباعية نظيفة، ثم واصل استعداداته في العاصمة الرياض بقيادة المدير الفني الهولندي مارفيك الذي تمكن من معرفة نواحي النقص ومعالجة الأخطاء والعمل على إصلاحها من خلال التدريبات التي سبقت هذه المواجهة، التي رسم من خلالها طريقة يضمن بها نيل العلامات كاملة؛ إذ يعول كثيرا على الأسماء ذاتها التي شاركت في لقاء لاوس الودي الأخير، وربما عمد مارفيك إلى مباغتة التايلانديين بأسلوب هجومي بحثا عن إحراز إصابة مبكرة يعزز بها من حضور الأخضر ويربك من خلالها صفوف منافسه، وتمكنه من تسيير المواجهة كما يريد ثم العودة لانتهاج أسلوب متوازن قائم على تأمين المناطق الخلفية من خلال تقدم اللاعبين كمجموعة واحدة والعودة لسد الطرق المؤدية لمرماهم بتضييق المساحات أمام لاعبي منافسه لقتل نواياهم الهجومية وتهديد شباك ياسر المسيليم، وهذا ما يوجب بقاء المحورين الدفاعيين عبدالملك الخيبري وسلمان الفرج بالقرب من المدافعين أسامة هوساوي وعمر هوساوي لمساندتهما وسد الفراغات التي سيخلفها تقدم الظهيرين حسن معاذ ومنصور الحربي للمساندة الهجومية خصوصا في ظل إجادة المنتخب المنافس شن الغارات المرتدة، مع اللجوء لتنويع مصادر الغارات الهجومية للأخضر من خلال تفعيل دور الأطراف كمنطلق مهم لغزو المرمى التايلاندي، ومد المهاجم الوحيد محمد السهلاوي بالكرات المتنوعة، الذي سيجد الدعم والمساندة من القادمين من الخلف تيسير الجاسم ونواف العابد وسلمان المؤشر الذين عليهم استغلال الكرات العائدة بالتسديد المباشر على مرمى الضيوف في محاولة للوصول لشباكهم من أجل تحقيق فوز مهم سيكون دعامة للأخضر في المواجهات القادمة يتمكن بها من تعزيز حضوره في بقية مواجهات المجموعة. النهج الفني لتايلاند عمد المدير الفني للمنتخب التايلاندي كياتيسوك إلى إقامة معسكر تدريبي لفريقه استعدادا لهذه المشاركة، في محاولة مستميتة منه للتأهل، اختتمه بالحضور المبكر لمنطقة الخليج وخوض لقاء أمام منتخب قطر، الذي خسره بثلاثية نظيفة، وحاول من خلاله التوصل إلى التشكيل المناسب الذي سيخوض به هذه الموقعة. وقد عمد كياتيسوك طوال الفترة السابقة إلى محاولة تأمين مناطقه الخلفية مع تكثيف منطقة المناورة للحد من تفوق الأخضر في هذا الجانب مع إيجاد طرق متنوعة تمكنه من غزو المرمى السعودي بالاعتماد على اللعب المرتد السريع بأقل عدد من اللمسات على أمل أن يستثمر مهاجمه الخطير تيراسيل دانجدا إحداها.