صدر عن دار «جداول» للنشر والتوزيع ببيروت كتاب جديد يعنى بثلاثة شعراء. حمل عنوان «رحلة إلى قبور ثلاثة شعراء» رامبو، كافكا، فيرناندو برفقة الشاعر رياض صالح الحسين للمؤلف السوري فادي عزام. يضم الكتاب تأملات في عوالم شعراء أدركوا بشكل أو بآخر أن النزيف نزيف الأرض لا يمكن أن يصمد أمامه الشاعر من دون الكلمة والكلمة فقط، سافر عزام في رحلة حقيقية وفعلية مدهشة ومختلفة إلى الأضرحة والأمكنة التي يرقد فيها كل شاعر منهم، اتخذ من ديوان الشاعر رياض صالح الحسين الشاعر الغائب عن الساحة الشعرية لأكثر من 30 عاماً أنيسه ورفيق دربه في السفر، ولم يقتصر الأمر على ذلك فأخذ يقرأ نصوص الشاعر على كل ضريح قام بزيارته. البداية مع الشاعر الفرنسي آرثر رامبو الذي حمل لقب «طفل شكسبير» في منطقة شارفيل فرنسا ينتقل بعدها إلى التشيك تحديداً إلى براغ، حيث ضريح الشاعر فرانز كافكا المعروف برائد الكتابة الكابوسية أو السوداوية، يسافر المؤلف بالقارئ فيما بعد إلى البرتغال حيث ضريح الشاعر فرناندو بيسوا في براغ العاصمة. يقع الكتاب في 240 صفحة قسمها المؤلف لثلاثة أقسام رئيسية لكل شاعر من الشعراء الثلاثة. يقول المؤلف في أحد المقاطع «كانت الساعة نحو الثامنة حين ارتفعت الطائرة، مودعين باريس ومتجهين مباشرة إلى براغ مدينة كافكا، مدينة مليئة بالأضواء والحياة مثلما كان يردد ريلكه، ويستحيل نسيانها حسب مقولة كافكا الشهيرة لن تتركك أبدًا براغ تلك الأم الصغيرة الظاهرة مخالبها، من هنا كان كافكا يؤدي مهمة الشاعر في الإضاءة والكشف، أكثر من كونه قاصا أو روائيا يعمل على تحليل الظواهر وتشريح مملكة الإنسان الداخلية وتوصيف حدوده في الجغرافيا والتاريخ» هذا الكتاب رد جميل إذن كما يصف المؤلف، رد شاسع استغرق سفر أسبوعين، لربما تكون من أهم الأيام في تاريخ المؤلف.