شكك الروائي سعود سعد في قدرة مجلس إدارة «أدبي حائل» على إدارته بشكل ممتاز، إذ قال ل «عكاظ» إن حالته «لا تسرّ عدواً ولا صديقاً، ويعاني (أي النادي) من نواقص كثيرة تحول دون قدرته على تقديم الخدمات المنتظرة منه لمثقفي المنطقة»، بل تكاد «تنعدم» مشاركة أدباء المنطقة في فعاليات النادي، وأن هناك غيابا كاملا لتبني المواهب، و»إقصاء» للبارزين ثقافياً، ولا يوجد اهتمام بالشرائح من ذوي الاحتياجات الخاصة -على حد تعبيره. وواصل انتقاده على «أدبي حائل» قائلاً: «الوضع المتردي لأدبي حائل أوجب على الكاتب المبدع أن يتولى الإنفاق على عمله الثقافي من ماله الخاص»؛ معللاً ذلك بأن «النادي الأدبي لا يدعم المؤلفين، بل يضع العراقيل أمامهم»، لافتاً إلى أن «الامتيازات والفرص تمنح وتهيأ لبعض الكتاب دون غيرهم، وأن النادي قد اشترى بعض الكتب بإغداق، بحكم معرفة القائمين على النادي بالمؤلف». وأضاف سعود أن «ميزانية النادي لا يتم إنفاقها في مسارها الصحيح، بينما يحظى رئيس النادي بمزايا خاصة». داعياً إلى ضرورة «إعادة النظر» في سياسة عمل الأندية الأدبية ككل، وإعطاء الفرصة للدماء الشابة ب «منع» من يتولى منصباً في مجلس إدارة النادي من الترشح مرة أخرى. وسانده في الرأي خضير الشريهي، إذ يرى أن «أدبي حائل» بدأ يتراجع كحال الأندية الأخرى، بعدما فتح باب الترشيح الذي اعتمد على «الفزعة القبلية» و»الحميّا»، وأدخل العديد من «الضوضائيين الذين لا يمتون للثقافة بصلة لا من قريب أو بعيد»، مشيراً إلى أن عدد أعضاء الجمعية العمومية ارتفع «من 19 إلى أكثر من 400 شخص، مستغلين شروط القبول باللائحة»، مطالباً الجهات المختصة بإغلاق الثغرات في اللائحة وباب العصبية القبلية لئلا يحيد النادي الأدبي عن مساره. وعبر الشريهي عن استيائه من إصدارات أدبي حائل ومن لجان التحكيم التي وصفها ب «السيئة» وبعض أعضائها الذين انتقدهم، مشدداً على أنهم لا يفقهون بالقراءة شيئاً، ولم يقرأوا كتاباً يوماً. وأشار إلى أن الإصدارات تعتمد على الأهواء والمجاملات «لإصدار كتب كانوا «يحسبونها» من أجمل الإصدارات ولكنها (نكتة)، مؤملاً أن يتم تغيير الفكر النخبوي للأنشطة وعلى تنويعها لتصل إلى فئة الشباب وتخدم المجتمع ككل. من جهته، يعتقد عبدالله الزماي أن أدبي حائل يمر حالياً ب «أسوأ مراحله منذ تأسيسه بسبب الإدارة الحالية إذ ارتكبت أشد الأخطاء بإهمال الأهداف التي وضعت من أجلها وهي تنمية الإنسان وتطويره»، ومنوها بأن الثقافة والأدب لا يكونان بالاحتفالات الرسمية ليشهدها الإعلاميون والمصورون بل هي وعي ورؤية. واستنكر الزماي تجاهل النادي لشباب وأدباء المنطقة كونهم أهم الروافد والسواعد التي يمكن للنادي الاعتماد عليها، وعازياً مقاطعة معظمهم للنادي إلى فعالياته التي وصفها ب «الهزيلة»، وتهميش النادي لهم بشكل غير مسبوق. وعلل الزماي استقالته من النادي إلى ما لامسه من «ضعف وسوء في الإدارة وانقلاب الأولويات وإخراج الثقافة من إطارها المعروف والجاذب والمفيد إلى شكليات ومظاهر لا تسمن ولا تغني»، لافتاً إلى أنه ليست هناك عوائق تقف أمام المثقف وتمنعه من القراءة والكتابة والنشر ومزاولة نشاطاته، ولكنه يحتاج إلى اهتمام وخدمة المؤسسات التي وضعت من أجله. ومن مسؤوليتها المهنية حاولت «عكاظ» التواصل مع المسؤولين في إدارة مجلس «أدبي حائل» للرد على الاتهامات التي تعرض لها النادي من مثقفي المنطقة، وتحفظ «عكاظ» حق الرد في مستقبل الأيام.