تواصل وزارة الخارجية دورها الفاعل في دعم الدبلوماسية السعودية التي أصبحت مؤسسة سياسية فعّالة، تنقل الصورة المهمة للمملكة إلى المحافل العالمية، وتعزّز جسور التواصل مع الدول والثقافات، وتفعيل حنكة السياسة الخارجية السعودية وتعاملها المميز في مواجهة أزمات وتحديات المنطقة. إطلاق وزارة الخارجية خطتها الإستراتيجية، يأتي في إطار برنامج التحول الوطني 2020، ومواكبة نمو ثقل المملكة في الساحة الدولية وزيادة أهمية وزنها الاقتصادي والسياسي، ومكانتها المهمة كقبلة للعالم الإسلامي، وحضورها الدبلوماسي الفاعل في مختلف القضايا. تعمل الوزارة من خلال خطتها الإستراتيجية التي دشنها وزير الخارجية عادل الجبير، على تمتين جسور العلاقات السياسية والاقتصادية بين المملكة وبقية دول العالم، ومواجهة تحديات المنطقة والعالم سواء كانت إرهابا أم تطرفا أم غيرهما من القضايا الأخرى، وتركز الخطة على مرتكزات رئيسية للدبلوماسية السعودية هي الإيمان بالمنهج الشرعي كموجه للعمل السياسي والقرار الإستراتيجي داخلياً وخارجياً، وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير، واعتماد التنمية أسلوباً عمليّاً للإدارة والحكم، وتأسيس الرؤية في العلاقات الدولية على أساس التضامن العربي والإسلامي بالحق ومن أجل الحق. وتسعى الوزارة من خلال هذه الخطة، إلى دعم عدة محاور وطنية خاصة بالسياسة الخارجية، وتعزيز الدبلوماسية العامة وتسخيرها لخدمة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، وتفعيل الشراكات الإقليمية والدولية لخدمة اقتصاد الوطن، وإبراز صورة المملكة عالمياً، وحماية المواطنين ورعاية مصالحهم. كما تأتي الخطة الإستراتيجية للوزارة في إطار اهتمامها بإعادة هيكلتها بما يلائم نمط العلاقات الدولية المعاصرة، لتعزيز دورها الفاعل في مواجهة أي قضايا أو تحديات تفرزها الأحداث في المحيط الإقليمي والدولي، إضافة لوضع الحلول السياسية المميزة للأزمات الإقليمية، ومختلف القضايا ومنها القضية الفلسطينية، مواجهة تدخلات إيران في شؤون الدول الخليجية والعربية. تستند الدبلوماسية السعودية في تفاعلها الدولي إلى معطيات عزّزت من فاعليتها وزادت من تأثيرها إقليمياً وعالمياً، تتمثل هذه المعطيات في البعد الاقتصادي، حيث تمتلك المملكة 20 % من احتياطي النفط العالمي، وتلعب دوراً محورياً في منظمة الأوبك، إضافة لإسهاماتها في المنظمات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وفي ما يتعلق بالبعد العربي والإسلامي، تعبر السعودية عن عمق هويتها العربية والإسلامية، وفيها الحرمان الشريفان وأكبر مطبعة لطباعة المصحف الشريف، ومقرات عدد من المنظمات الإسلامية، ومنها: منظمة المؤتمر الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وإستراتيجياً تمثل السعودية بحكم موقعها الجغرافي ومساحتها وثقلها الاقتصادي والسكاني المحور الرئيسي في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنظومة الدول العربية والإسلامية.