تحررت تركيا من القيود الأمريكية التي كبحت تدخلها في سورية منذ بداية الأزمة، إذ شن الجيش التركي هجوما إلى جانب قوات الجيش السوري الحر ضد مواقع تنظيم داعش في مدينة جرابلس السورية. وأسفر الهجوم خلال ساعات عن السيطرة على المدينة الواقعة في شمالي سورية. وقال القيادي في «فرقة السلطان مراد» أحمد عثمان: إن جرابلس باتت محررة بالكامل. الأمر الذي أكدته «حركة نور الدين زنكي». لافتة إلى انسحاب عناصر تنظيم داعش إلى مدينة الباب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لم تكن هناك أي مقاومة تذكر من قبل من تبقى من مقاتلي التنظيم الإرهابي في جرابلس التي كان المتشددون سيطروا عليها في بداية العام 2014. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية التي أطلق عليها اسم «درع الفرات» تستهدف مسلحي تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية التي أثارت مكاسبها في شمال سورية قلق أنقرة التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: إن التوغل العسكري الذي تدعمه الولاياتالمتحدة في سورية سيتواصل إلى حين عودة ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرق نهر الفرات. وامتدادا لتراجع موقف تركيا عن مواقفها المعلنة حيال تسوية الأزمة السورية، قال يلدريم في مقابلة بثت على الهواء مباشرة على قناة خبر التركية: «إن حكومة بشار الأسد لا يمكن تجاهلها من إجل إيجاد حل سياسي للصراع السوري المتعدد الأطراف». وفي أول تعليق أمريكي رسمي على توغل القوات التركية في سورية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «إن الولاياتالمتحدة تشجع الأتراك على القيام بعمل حاسم لإغلاق الحدود التركية السورية خصوصا هذا القسم من الحدود». بينما أفاد مسؤول أمريكي آخر بأن أمريكا استخدمت مقاتلات وطائرات بلا طيار في تنفيذ ثماني ضربات جوية ضد تنظيم داعش في بلدة جرابلس الحدودية في دعم لعملية كبيرة للقوات التركية والجيش السوري الحر. من جهة ثانية، قال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أمس (الأربعاء) إن بلاده تتعاون مع تركيا في تقييم الأدلة ضد المعارض المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن، الذي تريد أنقرة تسلمه بعد محاولة انقلاب، لكنه شدد على ضرورة الوفاء بالمعايير القانونية. وفي كلمة، خلال زيارة لأنقرة، قال بايدن إن الولاياتالمتحدة ستواصل التعاون طالما استمرت تركيا في تقديم معلومات إضافية بشأن غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو. وأضاف أن الولاياتالمتحدة لا مصلحة لها في حماية أي شخص ألحق ضررا بحليف، وأن واشنطن قدمت دعما قويا لتركيا في أعقاب الانقلاب الفاشل. في غضون ذلك، خلص تقرير مشترك للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية إلى أن قوات النظام السوري مسؤولة عن هجومين بغاز سام وأن تنظيم داعش استخدم غاز خردل الكبريت. وأحيل هذا التقرير، وهو ثمرة تحقيق استمر عاما، إلى مجلس الأمن الدولي.