يقول المكّيّون عندما يستمعون إلى شخص ما يتحدث فيبالغ في حديثه إلى درجة تصل إلى الكذب، لا سيما إن كان حديثه يدور عن إنجازاته وأفكاره وما قام به أو سيقوم به من أعمال جليلة، مع أن واقعه وإمكاناته وقدراته لا تؤهله للقيام بما يفاخر أو يعتد به، يقولون عن مثل ذلك الشخص بأن «صاجه حامي»، وربما زاد بعضهم على هذه العبارة توضيحاً لها بأن «صاحبهم» يرسل السمكة تلو الأخرى إلى صاجه الحامي ويكنى بالسمكة عن الأكاذيب والمبالغات والكلام المرسل الذي لا يسنده دليل من الواقع، وربما وصف ذلك الشخص في حالة استمراره في المبالغة والكذب بأنه «سمّاك» من الدرجة الأولى، وهي صفة لا علاقة لها في هذه الحالة بمهنة بيع الأسماك من قريب أو بعيد! ولكن صاحب الصاج الحامي قد يهون أمره وينحصر شرّه في محيطه إن كانت أسماكه المقلية في صاجه لا تتعدى حدود من حوله من الذين يستمعون إلى أكاذيبه ومبالغاته المدوية. وأما «السمّاك» الذي يكون أثره متعدياً وضاراً عندما يعين في منصب إداري أو مالي أو قيادي تنفيذي فيحلو له عندما يجلس في مناسبة أو يلتقي بصحفيين إرسال وعود كبيرة عمّا هو مُقدم عليه من إنجازات ومشاريع وأعمال عظيمة سوف تنقل إدارته أو وزارته خطوات واسعة للأمام وكلما لمعت الكاميرات أمامه زاد في رمي السمك في الصاج معتمداً على أن المجتمع سوف ينسى ما أدلى به من تصريحات وأن الصحافة نادراً ما تسأل المسؤولين عن وعودهم السابقة وأن رؤساءه الذين قد يكونون مثله أو أكثر خبرة منه في قلي السمك أو أن صاجهم أكبر وأوسع من صاجه، ولن يحاسبوه على وعوده العرقوبية للناس والصحافة، بل يعتبرون ذلك فهلوة منه وقدرة إدارية لا يستهان بها مما يجعله يحصل على التمديد سنوات وسنوات في موقعه الوظيفي لأنه أثبت جدارته وقدرته الفائقة في قلي السمك ولديه جواب لكل سؤال وقدرة على التملص من الوعود وهذه هي المواصفات المطلوبة في أي إدارة فاسدة! [email protected]