على إثر إعفاء الدكتور عبدالله التركي من أمانة رابطة العالم الإسلامي وإسنادها إلى الدكتور محمد العيسى، كتب الأستاذ عبدالعزيز قاسم مقالا يبدي فيه تفاؤلا أن الرابطة سيكون لها دور أكبر في معالجة قضايا المسلمين العالقة وتحقيق الترابط فيما بينهم، وأن الرابطة في عهد الدكتور العيسى ستتخذ مسارا مختلفا يخرجها عن تقليديتها التي دأبت عليها، وهو يرجو أن تكون الرابطة في عهدها الجديد هذا، أكثر إيجابية وأن لا تكتفي بالتنديد وإقامة المؤتمرات فتصير كمنظمة الأممالمتحدة لا تأثير لها. جميل هذا التفاؤل وتوقع حدوث ما هو أفضل، ولكن هل نفهم منه أن رابطة العالم الإسلامي تختلف عن الجامعة العربية أو غيرها من المنظمات الخاصة وأن نوع أدائها يتوقف على نوع الأمين الذي يستلم إدارتها؟ إن معظم المنظمات الخاصة سلبية العطاء، وجودها وغيابها سواء، ليس بسبب نوع الإدارة قدر ما إنه بسبب تبعيتها لمراجعها السياسية، حيث لا يمكنها العمل خارج ذلك النطاق، فهل رابطة العالم الإسلامي استثناء؟ ولأننا نعلم كم هي الخلافات والاختلافات واسعة وممتدة بين تلك المراجع السياسية التي ينتمي إليها أعضاء الرابطة، فإنه يصعب علي الاتفاق مع الكاتب فيما مضى إليه من التفاؤل بأن الرابطة ماضية إلى تجديد ذاتها واتخاذ مسار مختلف، وإن كنت أتفق معه تمام الاتفاق في نقده لأهداف الرابطة الحالية وما اكتست به من عمومية وإنشائية وبعد عن معالجة مشكلات العالم الإسلامي المعاصرة، فهي كما قال عنها أهداف تحتاج إلى مراجعة وتنقيح وإعادة كتابتها بصورة أهداف مباشرة تعالج قضايا الواقع وتخضع للتطبيق. وفي ظني أن من أهم ما ننتظره من الرابطة، أن تضع ضمن أبرز أهدافها احتواء هذه الفتنة القائمة التي يعمل حاليا أعداء الإسلام على بثها في صفوف المسلمين بتمزيقهم إلى سنة وشيعة يعادي بعضهم بعضا، ومكافحة النافخين على نار العداوة لتعميق الضغينة في القلوب لدى كلتا الطائفتين. ولعل الرابطة في عهدها الجديد تتخذ خطوة إيجابية نحو إطفاء نار العداوة ورأب صدع وحدة المسلمين، بضم عدد من علماء الشيعة البارزين إلى مجلسها الأعلى، ليكون ذلك برهانا على حسن النية والرغبة الفعلية في دعم الوحدة والتلاحم بين المسلمين بصرف النظر عن الطائفة التي ينتمون إليها. [email protected]