لا يكاد يخلو متنزه في منطقة عسير من جحافل قرود البابون التي تزاحم أهالي المنطقة والسياح في المتنزهات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل إنها تتسلل إلى المنازل وتؤدي حركات بهلوانية على أسطح البيوت، وفيما دعا أهالي المنطقة الجهات المختصة، إلى ضروة مكافحتها، فإن ثمة مصادر تؤكد أن سبب انتشار القرود يعود إلى السياح الذين يرمون فضلات الأطعمة بطريقة عشوائية ويطعمون القردة بالموز والفواكه الموسمية. وأوضح عدد من الأهالي أن مشهد مطاردة القرود للصبية الصغار أصبح من السيناريوهات العادية في القرى، لافتين إلى أن عضات القرود ربما تكون مصدر خطر على البشر، خصوصا أن هناك كلابا ضالة يتزامن وجودها مع تلك الحيوانات في المتنزهات وغابات المنطقة. وأضافوا أن القرود تنتشر بكثرة على جوانب الطرق السياحية وترمي المارة بالحجارة، خصوصا في متنزهات الحبلة السياحي والجرة والمسقى ودلغان ومتنزه الأمير سلطان السياحي بالفرعاء وفي مداخل عقبتي شعار وضلع. وقال صالح محمد هملان من سكان مركز الفرعين إنهم تضرروا كثيرا من القرود التي تتخذ من الجبال المجاورة لطرق المتنزهات مأوى لها، مؤكدا أن رمي بقايا الطعام من قبل بعض المواطنين والزوار سبب حقيقي وراء انتشار القردة، ويلاحظ وقوف الزوار والسياح مع أطفالهم وأسرهم لمشاهدة هذه القرود واللهو معها. فيما قال عبدالله هملان «إن قرود البابون أصبحت تشكل خطرا على المارة والزوار والأطفال، خصوصا أنها وجودها في المتنزهات العامة بأعداد هائلة، وتتصرف بوحشية، والخوف أن تعمد إلى خطف الأطفال، لافة إلى أنه شاهد بأم عينيه قرودا تهاجم متنزهين وتخطف وجباتهم الغذائية. من جهته، طالب فيصل محمد آل قضام الجهات ذات العلاقة بمكافحة القرود، وتسميمها بعيدا عن المتنزهات العامة والمجمعات السكنية المجاورة لأماكن تجمع هذه القرود. ويقول بعض سكان هذه القرى إنهم يضطرون لقتلها في المزارع لأنها تأكل وتعبث بالمحاصيل. يذكر أن جامعة الملك خالد في أبها سبق أن أطلقت أول مؤتمر بالمملكة، جرت خلاله مناقشة المشكلات الناتجه عن قرود البابون، ونظمت المؤتمر الهيئة السعودية للحياة الفطرية. من جهته، أوضح مدير مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف أحمد البوق أن المشكلات الناتجة عن القرود ناجمة عن أخطاء بشرية تحتاج لخطط متكاملة، وتمويل كبير للحد منها والقضاء عليها بشكل تدريجي. مؤكدا أن الهيئة السعودية للحياة الفطرية تعمل على إيجاد ملاذات آمنة لقرود البابون المستأنسة. من جانبه، أوضح الدكتور عبدالعزيز العقيلي من منسوبي جامعة الملك سعود، المهتم بالحياة الفطرية أن دراسته التي أجراها حول «قرود البابون»، تمخضت عن فرص انتقال الأمراض عبر هذه الحيوانات إلى الإنسان بشكل مباشر، مطالبا بإيجاد حلول لها، محملا الإنسان السبب الحقيقي في ظهور التداعيات الناتجة عن القرود.