يسعى المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب لإعادة إطلاق حملته الانتخابية على أسس جديدة في ظل تقدم منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الرأي، بعد أسابيع من السجالات عقب تصريحات له. وشهدت الأيام الثلاثة الأخيرة عدة تحولات في حملة رجل الأعمال لوقف تراجع شعبيته، فأجرى ثاني تعديل خلال شهرين على فريق حملته، وأعرب عن أسفه لكلام مسيء صدر عنه، وطرح نفسه في موقع من يجمع مختلف فئات الشعب الأمريكي، إذ زار ولاية لويزيانا التي تواجه فيضانات خطيرة، وتوجه إلى الناخبين السود المؤيدين تقليديا للمرشحين الديموقراطيين، لطلب اصواتهم. وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في دايمونديل بولاية ميشيغن «ليس هناك في أمريكا مجموعة عانت من سياسات هيلاري كلينتون مثل السود». وتابع «تعيشون في الفقر، مدارسكم سيئة، ليس لديكم وظائف، 58 % من شبابكم عاطلون عن العمل. ما الذي يمكن أن تخسروه؟». واستقال بول مانافورت مدير حملة ترامب بعد 48 ساعة على تهميشه في آخر تعديلات أجراها المرشح على فريقه، في وقت ورد اسمه في سياق تحقيق في قضية فساد في أوكرانيا. وسعى مانافورت جاهدا لجعل ترامب (70 عاما) يكتسب صفات رئاسية تقربه من جميع الناخبين، بعدما عرف بتصريحاته الجارحة وهجماته الشخصية على خصوم وحلفاء، لكن من غير أن ينجح في تفادي سلسلة من الهفوات والأخطاء ارتكبها ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، وفي طليعتها هجومه على والدي جندي أمريكي مسلم قتل في حرب العراق، ودعوته روسيا إلى اختراق رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية، وتصريحات اعتبرت بمثابة دعوة ضمنية إلى قتل منافسته، وغيرها. ولم يبد ترامب من قبل أي رغبة في الانضباط وتبني نبرة معتدلة في حملته، غير أنه تراجع في استطلاعات الرأي منذ انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو إلى أن وصلت نسبة التأييد له إلى 41.2 % من نوايا الأصوات مقابل 47.2 % لهيلاري كلينتون، بحسب معدل وسطي احتسبه موقع «ريل كلير بوليتيكس» المستقل. من جهة أخرى، بث ترامب أمس الأول أول إعلان تلفزيوني هو عبارة عن لقطة تربط بين هيلاري كلينتون والفوضى والهجرة السرية. وجاءت هذه الحملة الإعلانية متأخرة بعد طول انتظار فيما أنفقت هيلاري كلينتون حتى الآن 61 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية، حسب شبكة «إن بي سي».