(كل ما نسنس من الغربي هبوب).. هكذا بدأ «أبو نورة» حفلته الغنائية على مسرح «سوق عكاظ» بالطائف، وسط جمهور كبير شهد الحفلة من داخل وخارج الطائف، رغم عدم وجود أي إعلان رسمي.. إلا أن محمد عبده كان (من ضمن المعازيم). مسرح الحفلة كان مكشوفا.. (والهوى وأبو نورة غنى طرب).. وفي وسط أغنية (ما عاد بدري) بدت على فنان العرب الأريحية التي لخصها في «تشخيصته»، عندما أنزل عقاله، وغترته، ونزع طاقيته، وأدخلها في جيبه، والآلات الموسيقية تعزف، والجمهور يشاهد.. ثم عاد، ولبس غترته، وعقاله، وعدل شخصيته، وسأل الحضور عنها.. فرد عليه الجمهور (إنت كذا). الحضور لم يكن رسميا أبدا، والتنظيم كان مميزاً.. الدخول للجميع، ومجانا.. وبكل انسيابية وسهولة، والمكان اتسع لكل الحضور.. ليلة (مذهلة).. جمهور كان يريد تفاعلا مميزا.. يريدون تسجيل حضور في الطائف لا ينساه محمد عبده، في (ليلة خميس).. (والليل من فرحه عريس).. يصفقون ويهتفون مع كل بداية، مع كل مقطع، وبين كل أغنية وأخرى تحيات ورسائل حب لأبو نورة.. أحدهم صاح من بعيد (حبيبي أبو نورة، فرد فنان العرب: أنتم حبايبي). الحفلة وجدت تفاعلا من فنان العرب.. و(كل ما أقفى أبو نورة، نادوه تعااال).. وامتدت الحفلة لنحو ثلاث ساعات تقريبا.. (وما عاد بدري).. والمكان بدون أي حرس، أو منظمين حول المسرح.. المكان كان لمحمد عبده، وجمهوره في الطائف.. أبو نورة كانت تبدو عليه ملامح السعادة، وهو يغني على المسرح السعودي، وفي الطائف بعد غياب 11 عاما.. فغنى طربا و«سلطن».. والجمهور يردد مع أغاني محمد عبده (الله عليها عودت).. وأنا أحسب الغالي نسى! بنت النور كانت ثاني أغانيه، بعدها سمي، والله عليها عودت، وكل ما قفيت، واختلفنا.. ودستور يا الساحل الغربي، وما عاد بدري، والمعاناة، وأيوه التي حلت مكان الأماكن.. محمد عبده قال للحضور: جئت من أجلكم، ولأنكم تحبون بلدكم، وأنا منكم وفيكم.. وكان الختام مع الوطن، وأغنية فوق هام السحب، التي قام معها جميع من في المسرح، ورقصوا معها طربا، وحبا.. بعدها غادر المسرح، وغادر معه الحضور.. وبقيت المقاطع في جوالاتهم، والذكريات في قلوبهم.. محمد عبده كان «عالما من الأغنيات».